المبتـــدأ -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

المبتـــدأ

المبتـــدأ

المبتـــدأ
المبتـــدأ

تعريف المبتدأ:

 اسم مرفوع يبتدأ به الكلام، ويقع في أول الجملة غالبا، مجرد من العوامل اللفظية ، أو مسبوق بنفي، أو استفهام، مستغن بمرفوعه في إفادة المعنى ، وإتمام الجملة.
نحو : محمد مبتسم ،  ومنه قوله تعالى { والله واسع عليم }1 .

ومثال المسبوق بنفي: ما قادم الضيف ، ومثال المسبوق باستفهام : أ ناجح عليُّ.

-  ومنه قوله تعالى { أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم }2 .

- ومنه قول الشاعر بلا نسبة :

أمنجز أنتم وعدا وثقت به أم اقتفيتم جميعا نهج عرقوب

حكم المبتدأ:

المبتدأ مرفوع دائما، إلا إذا سبق بحرف جر زائد أو شبيه بالزائد ، فيجر لفظا، ويرفع محلا .

نحو : بحسبك درهم. 
- ونحو قوله تعالى : { وما من إله إلا الله }.
ونحو: " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة ".

أقسام المبتدأ :

ينقسم المبتدأ إلى قسمين :

1 ـ مبتدأ صريح:

 ويشتمل على الاسم الظاهر ، كما في الأمثلة السابقة .

أو الضمير، نحو : أنت مخلص ، وهو مجتهد.

ومنه قوله تعالى : ( وهم يصرخون فيها ).
وقوله تعالى : ( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )1 .

2 ـ مبتدأ مؤول من أن والفعل:

 نحو : أن تتحدوا أرهب لعدوكم .

ومنه قوله تعالى { وأن تصوموا خير لكم }2 .

وقوله تعالى : ( وان تعفوا أقرب للتقوى )3

والتقدير : اتحادكم أرهب لعدوكم ، وصيامكم خير لكم .

أنواع المبتدأ:


ينقسم المبتدأ بالنسبة لأخذه خبرا إلى نوعين:

1 ـ مبتدأ له خبر:
 نحو : الحكمة ضالة المؤمن .

الحكمة : مبتدأ ، وضالة : خبر .
ومنه قوله تعالى : ( أولئك لهم جنات عدن ).

2 ـ مبتدأ ليس له خبر:
 ولكن له مرفوع يسد مسد الخبر.

نحو: أنائم الطفل، وما محمود البخل.

ومنه قوله تعالى: ( أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ).

نائم : مبتدأ ، والطفل : فاعل سد مسد الخبر .

ومحمود : مبتدأ ، والبخل : نائب فاعل سد مسد الخبر .

ومنه قول : عبيدة بن الأبرص:
أعاقر مثلُ ذات رحم أو غانم مثل من يخيب.

ما يتفق فيه النوعان:

1 ـ مجردان من العوامل اللفظية.

2 ـ العامل فيهما معنوي ، وهو الابتداء.

ما يختلفان في :

1 ـ المبتدأ صاحب الخبر:

 إما أن يكون اسما صريحا، أو مصدرا مؤولا بالصريح ، ولا يكون المبتدأ الذي لا خبر له في تأويل الاسم ، بل لا بد أن يكون صفة مشبهة بالفعل : كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة باسم الفاعل.

2 ــ المبتدأ صاحب الخبر:
 لا يعتمد على شيء ، أما المبتدأ الذي لا خبر له فلابد أن يعتمد على نفي ، أو استفهام كما مثلنا سابقا.

ومنه قوله تعالى : ( ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ).

ومنه قوله تعالى : ( أ قريب ما توعدون ).
فمولود مبتدأ نكرة وسوغ الابتداء به اعتماده على نفي، وجاز نائب فاعل سد مسد الخبر ، أو مبتدأ مؤخر ، ومولود خبر مقدم ، وقيل مولود مبتدأ ، وجاز خبره.

وجوه الإعراب في الاسم المرفوع بعد المبتدأ الذي لا خبر له: 


في الاسم الواقع بعد المبتدأ المعتمد على نفي ، أو استفهام ، والذي اكتفى بمرفوعه ثلاثة أوجه من الإعراب.

1 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا وتاليه مفردا.

نحو: أ مسافر الرجل ، وما محبوب الكسول.

وجاز أن يكون منه قوله تعالى : ( أحق هو ).

على اعتبار أن " حق " مصدر بمعنى اسم الفاعل ثابت ، فيكون حق مبتدأ ، وهو فاعل ، ويجوز أن يكون " حق " خبر مقدم ، وهو مبدأ مؤخر .

جاز فيه وجهان :

أ ـ أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر . ويكون الفاعل بعد اسم الفاعل ، ونائب الفاعل بعد اسم المفعول .

فمسافر مبتدأ ، والرجل فاعل سد مسد الخبر .

ومحبوب مبتدأ ، والكسول نائب فاعل سد مسد الخبر .

ب ـ كما يجوز أن يكون الوصف المشتق خبرا مقدما وتاليه مبتدأ مؤخرا .

فمسافر : خبر مقدم ، والرجل : مبتدأ مؤخر .

2 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا ، وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف مبتدأ ، وتاليه فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر .

نحو : ما مهمل الطالبان ، وما محبوب المقصرون .

مهمل : مبتدأ ، والطالبان : فاعل سد مسد الخبر .

ومحبوب : مبتدأ ، والمقصرون : نائب فاعل سد مسد الخبر .

3 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة :

أ قاطن قوم سلمى أو نووا ضعنا أن يضعنوا فعجيب عيش من قطنا

الشاهد في البيت قوله " أ قاطن قوم " إذ اكتفى بالفاعل " قوم " عن الخبر ؛ لكون المبتدأ " قاطن " وصفا معتمدا على الاستفهام .

ومثلما رفعت الصفة المشتقة الواقعة مبتدأ ، والمعتمدة على استفهام أو نفي اسما ظاهرا كما في البيت السابق ، فإنها ترفع الضمير الظاهر أيضا .

4 ـ نحو قول الشاعر:

خليليّ ما وافٍ بعهدي أنتما إذا لم تكونا لي على من أقاطع

فإن رفعت الصفة الضمير المستتر فهي ليست من هذا الباب ، وإنما هي خبر عما قبلها . نحو : محمد لا مجتهد ولا مؤدب .

ففاعل كل من مجتهد ومؤدب ضمير مستتر تقديره : هو .

وإن اكتفت بمرفوعها الظاهر فهي خبر مقدم ، وما بعد المرفوع مبتدأ مؤخر .

نحو : ما مسافر والداه أحمد .

مسافر خبر مقدم ، ووالداه فاعل لمسافر ، وأحمد مبتدأ مؤخر .

3 ـ إذا كان الوصف المشتق مثنى ، أو جمعا وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف خبرا مقدما ، وتاليه مبتدأ مؤخرا .

نحو : أ مسافران الضيفان ، وما مقصرون المجتهدون .

مسافران : خبر مقدم ، والضيفان : مبتدأ مؤخر .

تعدد المبتدأ :

يجوز تعدد المبتدأ وخبره واحد.

نحو : صديقك والده أمنيته تحقيقها أن يشفى ابنه.

تعريف المبتدأ وتنكيره :


الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة كما مر معنا في جميع الأمثلة ، ما عدا المعتمدة على نفى ، أو استفهام . غير أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا أفادت معنى ، وقد قسم النحاة النكرة التي تفيد معنى إلى قسمين : ـ

أولا ـ النكرة التي تفيد الخصوص وهى :

 ـ النكرة الموصوفة بوصف مذكور ، أو مقدر ، أو معنوي .

 ـ مثال الأول قوله تعالى : { ولعبد مؤمن خير من مشرك )1 .

وقوله تعالى : ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة )2 .

 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم }3 .

وقوله تعالى : ( ظلمات بعضها فوق بعض )4 .

ومثال الثالث : رجيل عندنا .

والتقدير في المثال الثالث : وطائفة من غيركم ، وفي الرابع : ظلمات متراكمة وفي المثال الخامس : رجل وضيع .

فالتصغير في المثال الخامس فيه معنى الوصف ودلالته .

 ـ نكرة مضافة لفظا . نحو : خمس صلوات كتبهن الله على العباد .

 ـ أن يتعلق بها معمول . نحو : أمر بمعرف صدقة ، ورغبة في الخير خير .

فسوغ الابتداء " بأمر " وهي نكرة كونه تعلق بها الجار والمجرور " بمعروف "

ثانيا ـ النكرة التي تفيد العموم : ـ

 ـ أن يكون المبتدأ نفسه صيغة عموم . نحو : من يقم أقم معه ،

ومنه قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )5 .

 ـ ومنه قوله تعالى : { كل له قانتون }6 .

ـ وقوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته }7 .

ـ أن يقع المبتدأ النكرة في سياق النفي ، أو الاستفهام .

نحو : ما رجل في الدار ، وهل أحد قادم .

ـ ومنه قوله تعالى { أ إله مع الله }8 .

ومن النكرات التي يسوغ الابتداء بها أيضا :


ـ أن يكون المبتدأ نكرة ، ولا مسوغ للابتداء به ، إلا أن يتقدم عليه خبر شبه

جملة ، جار ومجرور ، أو ظرف . في المدرسة زائرون .

 ـ ومنه قوله تعالى : { لكل أجل كتاب }1 . ونحو : حول البئر أشجار .

ـ ومنه قوله تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم }2 .

أو يتقدم عليه خبر جملة . نحو : صافحك صديقه رجل .

ـ ومنه قول طرفة بن العبد :

لخولة أطلال ببرقة تهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد / *

ومنه قول زهير :

لهم راح وراووق ومسك تُعلّ بهم جلودهُمُ وماء

ـ أن تكون النكرة معطوفة على معرفة . نحو : محمد ورجل عندنا .

ـ أو يعطف عليها بمعرفة . نحو : رجل ويوسف في المنزل .

ـ أن يعطف عليها بنكرة مخصصة . نحو : رجل وامرأة طويلة واقفان .

ـ أو تعطف على نكرة موصوفة . نحو : تميمي ورجل في المنزل .

- نحو قوله تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى }3 .

ـ أن تأتي النكرة جوابا لمن يسأل : من عندك ؟ فتقول : صديق .

التقدير : صديق عندي .

ـ أن يقصد بها التنويع ، والتفصيل . نحو : يوم لك ويوم عليك .

ـ ومنه قول النمر بن تولب:

فيوم علينا ويوم لنا ويوم نُساء ويوم نُسَر

ومنه قول امرئ القيس:

فأقبلت زحفا على الركبتين فثوب لبست وثوب أجر

الشاهد في البيتين " يوم علينا ، ويوم لنا ، وثوب لبست ، وثوب أجر " وكل منها وقع مبتدأ وخبر ، وسوغ الابتداء بالنكرات السابقة أنها أفادت التنويع .

ـ أن تفيد الدعاء  ـ نحو قوله تعالى : { سلام على آل يسن }1 .
ومنه قوله تعالى : ( وويل للمشركين )2 .
وقوله تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة )3 .
ـ ومنه قول عنترة :
فويل لكسرى إن حللت بأرضه وويل لجيش الفرس حين أُعَجعِج
ـ أن تكون عاملة فيما بعدها رفعا ونصبا وجرا .
نحو : مهذب خلقه محبوب . وإكرام ضيفا واجب . وإخلاص في العمل شرف .
فـ " مهذب ، وإكرام ، وإخلاص " كل منها وقع مبتدأ ، وسوغ الابتداء به مع أنه نكرة أن عمل فيما بعده ، فمهذب عملت الرفع في " خلقه " ، وإكرام عملت النصب في " ضيفا " ، وإخلاص عملت ـ كما يتوهم بعض النحاة ـ في شبه الجملة " في العمل " والصواب عندي أن كلمة " إخلاص " لم تعمل في شبه الجملة ، وإنما شبه الجملة تعلق بها ، والله أعلم .

ـ أن تكون من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط .
نحو : من يزرع الخير يجنِ ثماره .
ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 .
والاستفهام نحو : من زارنا ؟
ـ ومنه قوله تعالى : { ومن أظلم ممن كتم شهادة }5 .
ـ ومنه قول زهير :
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عته ويذمم.
وما التعجبية نحو : ما أجمل السماء . ـ ومنه قول الشاع :
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى وما أجمل المصطاف والمتربعا.
وكم الخبرية نحو : كم حسنةٍ لك .

1 ـ ومنه قول الفرزدق :
كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت عليّ عشاري
فكم خبرية ، وتمييزها محذوف ، وعمة مبتدأ ، وجملت ملكت في محل رفع خبر.
ومنه قول عنترة :
كم ليلة سرت في البيداء منفردا والليلُ للغرب قد مالت كواكبه
أو كأين الخبرية .
ـ نحو قوله تعالى : { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير }1 .
أو أضيف المبتدأ النكرة إلى ما له الصدارة . نحو : قلم من هذا ؟
ـ أن تقع في أول جملة الحال المرتبطة بالواو ، أو بدونها .
نحو : خرجت من المنزل وأنواره مضاءة .
ـ ومنه قول الشاعر* :
سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا محياك أخفى ضوءه كل شارق.
ومثال الثاني : ـ قول الشاعر* :
الذئب يطرقها في الدهر واحدة وكل يوم تراني مُدية بيدي.
الشاهد في البيت الأول " ونجم قد أضاء " فنجم مبتدأ ، وقد أضاء في محل رفع خبره ، والجملة في محل نصب حال ، والرابط الواو .
والشاهد في البيت الثاني " مدية بيدي " مدية مبتدأ ، وبيدي في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير في تراني.
ـ أن تقع بعد لولا . نحو : لولا رجل لهلك أخوك .
4 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة:
لولا اصطباري لأودى كل ذي مقة لما استقلت مطاياهن للضعن
الشاهد " اصطبار " حيث وقعت مبتدأ ، وهي نكرة ، ومسوغ الابتداء بها وقوعها بعد لولا ، وخبرها محذوف وجوبا تقديره : كائن ، أو موجود .
ومنه قول الفرزدق:
ولولا حياء زدت رأسك هزمةً إذا سُبِرتْ ظلتْ جوانبها تغلي
ـ أن تقع بعد إذا الفجائية . نحو : وصلت فإذا صديق ينتظرني .
ـ إذا اتصل بالنكرة ما له الصدارة : كلام الابتداء:
نحو : لعملٌ خيرٌ من قول .
ومنه قوله تعالى ( ولدار الآخرة خير )1 .
ـ ومنه قول عنترة :
ولَلموت خير للفتى من حياته إذا لم يثب للأمر إلا بقائدِ
ـ إذا أريد بها حقيقة الجنس ، وعموم أفراده . نحو : إنسان خير من بهيمة ،
وعالم خير من زاهد ، وثمرة خير من جرادة.
ـ أن تكون النكرة خلفا من موصوف . نحو : أعمى استعان بأعمى ،
وضعيف استجار بعاجز ، والتقدير : رجل أعمى ، ورجل ضعيف .
ـ أن يكون ثبوت الخبر لها من خوارق العادة . نحو : شجرة سجدت .
ـ أن تكون محصورة . نحو : ما طالب إلا ناجح . وإنما طالب ناجح .
ـ أن تكون في معنى المحصور بشرط وجود قرينة تهيئ لذلك .
نحو : حادث دعاك لقطع الرحلة . أي : ما دعاك لقطع الرحلة حادث .
ونحو : شر هر ذا ناب . وشيء جاء بك .
والتقدير : ما أهر ذا ناب إلا شر . وما جاء بك إلا شيء .
وقدّر أيضا : شر عظيم أهر ذا ناب . وشيء عظيم جاء بك .
ـ أن تكون مبهمة مقصودا إبهامها لغرض يريده المتكلم . نحو : زائر عندنا .
ومنه قول امرئ القيس :
مُرَسّعةٌ بين أَرساغه به عسَم يبتغي أرنبا
ـ أن تقع بعد فاء الجزاء .
نحو قولهم : إن ذهب عير فعير في الرباط .

العامل في المبتدأ:

اختلف النحاة حول العامل في المبتدأ ، ولكن الراجح هو : الابتداء . أي : أن العامل فيه معنوي كونه مجردا عن العوامل اللفظية غير الزائدة ، وشبه الزائدة .

وجوب تقديم المبتدأ:

يجب تقديم المبتدأ في ستة مواضع:
ـ أن يكون من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط والاستفهام وما التعجبية ، وكم الخبرية .
نحو : من يقرأ الشعر ينم ثروته اللغوية .
ومنه قوله تعالى : ( من يفعل ذلك يلق أثاما )1 .
ومنه قول زهير :
ومن لم يزد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
ومثال الاستفهام : من مسافر غدا ؟
ومنه قوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله )2 .
وقوله تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )3 .
وقوله تعالى : ( فما خطبكم أيها المرسلون )1 .
ومنه قول المتنبي :
وما الفرقُ ما بين الأنام وبينَه إذا حَذِر المحذورَ واستصعبَ الصعبا
ومثال ما التعجبية : ما أجمل الربيع .
ومنه قول جرير :
فما أبصر النارَ التي وضحت له وراء جُفاف الطير إلا تماريا
ومثال كم الخبرية : كم من كتب قرأت .
ومنه قوله تعالى : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة )2 .
ومنه قول المتنبي :
وكم ذنبٍ مُوَلِّدُهُ دلالٌ وكم بُعدٍ مُولِّدُه اقترابُ
وقوله أيضا :
كم زورةٌٍ لك في الأعراب خافيةٌٍ أدهى وقد رقدوا من زورة الذيبِ

ـ أن يكون المبتدأ مشبها باسم الشرط .

نحو : الذي يفوزُ فله جائزة .
ومنه قوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )3 .
وقوله تعالى : ( فأما الزبد فيذهب جفاء )4 .
وقوله تعالى : ( من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )5 .

- أن يضاف إلى اسم له صدر الكلام.

نحو : كراسة كم طالب صححت ؟

ونحو : ومدير أي مدرسة صافحت ؟

ونحو : عمل من أعجبك ؟

- إذا كان الخبر جملة فعليه فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ .

نحو : أنت تعبث بمقتنياتي . ومحمد يلعب الكرة .
ومنه قوله تعالى : ( الله يستهزئ بهم )1 .
وقوله تعالى : ( قل الله يهدي للحق ) 2 .
وقوله تعالى : ( أو من كان ميتا فأحييناه ) 3 .

ـ أن يكون مقترنا بلا الابتداء " أو ما تعرف بلام التوكيد " .

نحو : لأنت أفضل من أخيك .

ومنه قوله تعالى : ( وللدار الآخرة خير للذين يتقون ) 4 .
وقوله تعالى : ( ولذكر الله أكبر ) 5 .
وقوله تعالى : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) 6 .
ومنه قول زهير :
ولأنت أوصلُ ما علمتُ به لشوابك الأرحام والصِّهر

 ـ أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة ، أو نكرة وليس هناك قرينة تعين أحدهما فيتقدم المبتدأ خشية التباس الخبر به .

نحو : أبوك محمد . إن أردت الإخبار الأب .

ونحو : محمد أبوك . إن أردت الإخبار عن محمد .
فإن وجدت القرينة التي تميز المبتدأ عن الخبر ، جاز التقديم والتأخير .
نحو : أبناء مدرستنا أبناؤنا . بتقديم المبتدأ .
وأبناؤنا أبناء مدرستنا . بتقديم الخبر .
وسواء تقدم المبتدأ ، أو الخبر فالدلالة واحدة .
ومنه قول الشاعر :
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد

 ـ أن يكون المبتدأ محصورا في الخبر بما وإلا ، أو بإنما.

نحو : ما الصدق إلا فضيلة . وإنما أنت مهذب .
ـ ومنه قوله تعالى : ( ما المسيح بن مريم إلا رسول ).

وقوله تعالى : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ).

وقوله تعالى : ( وما محمد إلا رسول ).

وقوله تعالى : ( إنما نحن مصلحون ).

وقوله تعالى : ( قل إنما هو إله واحد ).

وقله تعالى : ( إنما أنت نذير ).

وجوب حذف المبتدأ : يحذف المبتدأ وجوبا في أربعة مواضع :


ـ النعت المقطوع إلى الرفع لإفادة المدح ، أو الذم ، أو الترحم .
نحو : مررت بزيدٍ الكريمُ . والتقدير : هو الكريم .
ونحو : ابتعد عن اللئيم الخبيث ُ . والتقدير : هو الخبيث .
ونحو : تصدقت على الفقير المسكينُ . والتقدير : هو المسكين .

 ـ إن دل عليه جواب القسم . نحو : في ذمتي لأقولن الصدق .

والتقدير : في ذمتي عهد .
ومنه قول الشاعر :
في عنقي لأسدين يدا لكل ذي حاجة يرجيها

 ـ إن كان الخبر مصدرا ناب عن فعله . نحو : صبر جميل . وسمع وطاعة .

والتقدير : صبري صبر جمل ، وأمري سمع وطاعة .
ونحو قوله تعالى : ( فصبر جمل والله المستعان على ما تصفون ) 1 .
وقوله تعالى : ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ) 2 .
ومنه قول الشاعر :
شكا إليّ جملي طول السرى صبر جميل فكلانا مبتلى

 ـ إن كان الخبر مخصوصا بالمدح أو الذم ، بعد نعم وبئس مؤخرا عنهما .

نحو : نعم الطالب محمد ، وبئس الطالب الكسول .
فمحمد والكسول خبران حذف مبتدأ كل منهما .
والتقدير ، هو محمد ، وهو الكسول .
ويجوز أن يكون الخبر الجملة الفعلية المقدمة والمخصوص بالمدح أو الذم هو المبتدأ المؤخر . 27 ـ ومنه قوله تعالى : ( إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي )3 .
يجوز في " هي " الرفع على الابتداء ، والجملة قبلها في محل رفع خبر مقدم ، ويجوز أن تكون " هي " في محل رفع خبر والمبتدأ محذوف ، تقديره : فنعما الصدقات هي .
ومنه قول الشاعر :
فنعم صديق المرء من كان عونه وبئس امرؤ لا يعين على الدهر
ومنه قول عنترة :
ونعم فوارس الهيجاء قومي إذا علَقوا الأعنةَ بالبَنان
ويكثر حذف المبتدأ في المواضع التالية :
ـ بعد القول .
نحو قوله تعالى : ( ويقولون طاعة ) 1 .
والتقدير : أمرنا طاعة ، أو : منا طاعة .
وقوله تعالى : ( قالوا أضغات أحلام ) 2 .
والتقدير : هي أضغات .
وقوله تعالى : ( وقالت عجوز عقيم ) 3 .
التقدير : أنا عجوز .

ـ يكتر حذفه بعد فاء الجزاء .

نحو قوله تعالى : ( وإن يخالطوهم فإخوانكم ) 4 .

أي : فهم إخوانكم .

وقوله تعالى : ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم ) 5 .

أي : فهو لأنفسكم .

وقوله تعالى : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ) 6 .

أي : فالإساءة لها .

 ـ ويكثر حذف المبتدأ بعد ما الخبر صفة له في المعنى .

 ـ نحو قوله تعالى : ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) 1 .

صم خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هم صم .

وقوله تعالى : ( بديع السموات والأرض ) 2 .

في قراءة الرفع : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو بديع .

وقرئ بالنصب ، والجر .

وقوله تعالى : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) 3 .

عالم : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو عالم .

وقيل : عالم مبتدأ خبره الكبير .

ومنه قول امرئ القيس :

مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل / *

التقدير : هي مهفهفة .

ومنه قول طرفة بن العبد :

كريم يرّوي نفسه في حياته ستعلم إن مُتنا غدا أيّنا الصدي

التقدير : هو كريم .

ـ ويحذف المبتدأ بعد بل، نحو قوله تعالى : ( بل عباد مكرمون ) 4 .

فعباد خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم هباد .

جواز حذف المبتدأ : 

1 ـ يحذف المبتدأ جوازا في جواب من سأل : كيف محمد ؟ تقول : بخير .
التقدير : هو بخير .
ومنه قوله تعالى : ( وما أدراك ما هي . نار حامية ) 1 .

نار : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال . التقدير : هي نار .

وقوله تعالى : ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ) 2 .

متاع : خبر لمبتدأ محذوف وهو جواب لسؤال ، والتقدير : ذلك متاع .

وقوله تعالى : ( وما أدراك ما الحطمة . نار الله الموقدة ) 3 .

نار الله : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال ، أي : هي نار الله .

وقد ذكر ابن هشام في المغني أن المبتدأ يكثر حذفه في جواب الاستفهام . (4)

ـ إذا كان في الجملة ما يشير إليه .

نحو قوله تعالى : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) 5 .

فلنفسه : في محل رفع خبر ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والمبتدأ محذوف ، وكذلك قوله : من أساء فعليها .

والتقدير : من عمل صالحا فعمله لنفسه ، ومن أساء فإساءته عليها .

حذف المبتدأ والخبر معا :


يجوز أن يحذف المبتدأ والخبر معا إذا دل عليهما دليل .

نحو : الذين فازوا في مسابقة الإلقاء لهم جوائز ، والذين ساهموا أيضا .

والمحذوف : لهم جوائز . وهو مبتدأ وخبر ، أي والذين ساهموا أيضا لهم جوائز .

ونحو قوله تعالى : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) 6 .

والتقدير : واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر . فانحذفت جملة كاملة مكونة من المبتدأ والخبر .

ـ ويحذفان في الجواب بنعم عن سؤال . كأن تسأل : أأنت مسافر ؟

فتقول : نعم ، أي : نعم أنا مسافر ، فحذفت جملة أنا مسافر المكونة من المبتدأ

" أنا " والخبر " مسافر " .

الاسمبريد إلكترونيرسالة