دورة- أتقن مادة الفلسفة - الدرس السابع - الإحساس و الادراك - النظرية الجشتلطية. -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

دورة- أتقن مادة الفلسفة - الدرس السابع - الإحساس و الادراك - النظرية الجشتلطية.

دورة- أتقن مادة الفلسفة - الدرس السابع - الإحساس و الادراك - النظرية الجشتلطية.

يرى أنصار النظرية الجشطلتية من بينهم الفيلسوف الألماني ماكس vيرثايمور في كتابه بحوث في نظرية الجشطالت و الفيلسوف الألماني الآخر كورت كوفكا في كتابيه نمو العقل و مبادئ علم النفس الجشتلطي ، والفيلسوف الألماني الآخر وولفجانغ كيلر في كتابه علم النفس الجشتلطي و كذا الفيلسوف الفرنسي بول gيوم في كتابه علم النفس الجشتلط ان الادراك هو انتظام كلي للمجال أي أن الانسان يتعرف على الأشياء التي تحيط به ككل متكامل ،و المقصود بالكل هنا ليس مجموع العناصر التي يتألف منها الشيئ المدرك ، وانما خصائصه العامة التي يتميز بها ، إذ أن الادراك حسب أنصار هذه النظرية ليس تجميعا للاحساسات و لا حكم عقلي بحت ، و انما هو ادراك الصورة الكلية للأشياء عن طريق ذات الانسان، التي تفرض عليها الأشياء المدركة قوانينها المختلفة ، و تسمى هذه القوانين مبادئ أو قوانين التنظيم ، وهي كثيرة أهمها قانون التشابه ،قانون التقارب الزماني ،قانون التقارب المكاني ، قانون البروز والاضاءة ، قانون الحركة و الثبات أو السكون ، و قانون الغلق
فالمثلث مثلا حسب أنصارهذه النظرية ليس مجموع لثلاث خطوط و ثلاثة زوايا و انما يشتمل على هذه العناصر الستة بالضافة الى عنصر سابع و هو الصفة الجشتلطية أي الصورة الكلية له.
و يرفض أنصار هذه النظرية الفصل بين الاحساس و الادراك أي الفصل بين الحواس والعقل في عملية المعرفة الادراكية اذ يرفضون رد الادراك الى عملية التجريد البحت كما يرى العقليون، و يعارضون الحسيين في رد الادراك الى تآلف الاحساسات الأولية البسيطة ، ويؤكدون على خلاف ذلك أن المعرفة الادراكية تمر عبر ثلاث مراحل و هي مرحلة النظرة الاجمالية ثم مرحلة تحليل الموقف تبعا للعلاقات الجزئية ( المرحلةالتحليلية ) وأخيرا المرحلة التركيبية حيث تركب الأجزاء في كل منتظم ، و هذه المراحل متداخلة فيما بينها و مترابطة مع بعضها البعض ، و معني هذا أن الانسان لا يدرك الأجزاء منفصلة عن بعضها البعض ثم يقوم بتركيبها و انما هي معطاة له مباشرة و هي محكمة داخل جشتلط.

دورة- أتقن مادة الفلسفة - الدرس السابع - الإحساس و الادراك - النظرية الجشتلطية.
النظرية الجشتلطية.            

           


ويستندأنصارالنظرية الى المسلمة القائلة


بوجود كليات مساوية للمجموع الكلي للأجزاء المكونة لها وكليات أخرى تتسامى فوق المجموع الكلي للأجزاء المكونة لها ، والنوع الثاني من الكليات هو النوع الموجود اكثر في مجال الانسان الادراكي ، فمثلا يدرك الانسان فقاعة الصابون ككل متكامل و ليس كمجوعة من الاجزاء ، لأن الفقاعات ككل متكامل تتسامى فوع مجموع تلك الفقاعات.

ويستدل أنصار النظرية على أطروحتهم الفلسفية بحجج و براهين.

تتمثل الحجة الأولى في أن ادراك الانسان للشيئ يختلف من حين إلى آخر و ذلك باختلاف العوامل الخارجية المرتبطة بالشيئ المدرَك ، و المؤثرة على ذات الانسان المدركة، و التي تحد من دور الذاكرة و التربية و التعليم و بقية القدرات العقلية على التأويل و التفسير ، فادراك أول غير منتظم ليس له أن يقيم ادراكا ثانيا منتظما كما أن ادراكا غير مكتمل ليس له أن يقيم ادراكا ثانيا مكتملا من خلال الذاكرة و التربية ، فمثلا ادراك بقع بيضاء فوق أرضية بيضاء ليس كإدراك بقع بيضاء فوق أرضية حمراء أو خضراء ، وادراك ضوء شمعة في بيت مظلم ليس كادراكه في بيت ذو انارة عالية،كما أن الخطوط العمودية فوق البدلة تجعل منها أكثر جمالا ، اما الخطوط الأفقية فتفسد مظهر البدلة و هذا ما يعني أن تغيير الشكل يغير العناصر و تغيير عنصر واحد يغير الشكل بأكمله بالنسبة الى الذات المدركة.
و هنا يقول غيوم - ليس في وسع الذاكرة أن تسبغ على التجربة الجديدة مالم يكن تحقق بالفعل في التجربة السابقة ، فإدراك أول غير منتظم مجرد جمع من الاحساسات ، ليس له أن يقيم ادراكا ثانيا منتظما ، كيف يمكن لشيئ أن ينبثق للمرة الأولى من عماء الاحساسات ؟ لابد اذا و أن نسلم ببنيات أولية "
كما يقول تلميحا لتأثير عامل البروز على عملية المعرفة الادراكية " فشيئ لا ينسلخ متمايزا عن القاع ، إنما يكون موضوعا جد رديئ للادراك و عندها لا نرى كيف يمكن لعاداتنا أن تتعلق به ، و انها على العكس لتنساب بسهولة في هذا القالب الذي يتيحه الانتظام الادراكي للشيئ "
تتمثل الحجة الثانية في ظاهرة الخداع الحركي و هي عبارة عن ادراك الحركة في مكان لا توجد فيه أشياء تتحرك بسبب وجود أشياء متشابهة في مكان واحد و في فترة زمنية قصيرة ، حيث أن هذه الظاهرة دليل على ان المعرفة الادراكية لا تتم من خلال تآلف الاحساسات و انما تتم من خلال تأثير العوامل الموضوعية على الذات المدركة ، فمثلا لو عرضنا فوق شاشة صورة الجسم ساكن ثم بعد فترة صورة نفس الجسم الساكن في وضعية أخرى فاننا سنشاهد صورتين لجسم ساكن ، أما اذا عرضنا الصورتين في فترة زمنية قصيرة سيبدو الجسم وكأنه يتحرك ، و هذا يؤكد أن ادراكنا لهذه الحركة لا يتم من خلال تآلف مجموعة من الاحساسات و انما من خلال تأثير العوامل الموضوعية كالحركة والتقارب الزماني والمكاني لصورتي الجسم فإحساساتنا هنا واحدة صورة الجسم في الوضعية الأولى ثم صورته في الوضعية الثانية ، لكن ادراكنا يختلف بسبب العوامل الموضوعية و في هذا السياق يقول غيوم " الظاهرة الاستروسكوبية هي اذن إدراك أصيل ، إنها ليست بحاصل جمع ، لا ، ولا بإئتلاف احساسات و لا هي تفسير لاحساساتنا عن طريق الاعتقاد ، ينبغي القول ببساطة ، بأننا تحت شروط موضوعية بعينها"
تتمثل الحجة الثالثة في أن الانسان يدرك الشكل ككل و لا يدرك عناصره الجزئية التي هي نتاج تجريد ثانوي فمثلا الانسان عندما يسمع الموسيقى فإنه يسمعها ككل متجانس ،فلا قيمة لها الا في تواصلها، و مشاهدته لقطرات المطر و هي تسقط تكون بنظرة كلية و ليست جمعا للحركات الجزئية للقطرات الصغيرة التي تتألف منها الحركة الكلية ، بل الحركة الكلية هي التي تفرض نفسها على الذات المدركة ضف الى ذلك أن الصيغة المدرَكة تميل لأن تكون أحسن صيغة ممكنة و هو ما يسميه الشكليون ، بقانون تجويد الشكل ، كما تميل لأن تكون أقوى صيغة مطابقة للعقل ، فالمثلث غير المكتمل مثلا ندركه مثلثا لأن صورته تفرض علينا ذلك ، وليس لاننا نعرفه قبل ذلك و هو ما يسمى بقانون الاغلاق أي أن الشكل غير المكتمل يفرض على الذات المدركة أن تدركه شكلا مكتملا فهذه الأخيرة ( الذات المدركة ) منفعلة في عملية الادراك لا فاعلة
و هنا يقول غيوم " ان هامش فاعلية الظروف الذاتية لهو ضيق و الادراك بصفة خاصة يتوقف بصورة أقل بكثير مما يظن على الارادة وعلى المعرفة "

النقد
رأي أنصار النظرية الجشتلطية صحيح حسبما قدموه من حجج و براهين ، لكن يبقى هذافي اطار نسبي فقط فقد تعرضت النظية الى مجموعة من الانتقادات أهمها
اهمال دور العوامل الذاتية في عملية المعرفة الادراكية ، فادراك الحزين للأشياء غير ادراك السعيد لها ، و لهذا يقول ويليام جيمس ".... ولشدّ مايختلف ادراكنا للأشياء بحسب ما نكون ،ايقاضا أو نعسا ، جياعاأو شباعا ، في الراحة أو في التعب ، فيتبدل شعورنا بالاشياء بين عشية وضحاها ، أوبين الصيف و الشتاء ، أو بين الطفولة و الشباب والشيخوخة ...."
كما أن القول بأن الموضوعات الخارجية و حدها المتحكمة في عملية الادراك يجعلنا نقر بأن ادراكاتنا واحدة وهو مالا يوجد في الواقع.


 للمزيد من الشرح يمكنكم مشاهدة الفيديو 


                                  

الاسمبريد إلكترونيرسالة