دورة- أتقن مادة الفلسفة - الدرس الثامن - الإحساس و الادراك - النظرية الظواهرية
النظرية الظواهرية |
يرى أنصار النظرية الظواهرية من بينهم الفيلسوف الفرنسي " موريس ميرلوبونتي" في كتابه " العين والعقل و الفيلسوف الألماني " ايدموند هوسرل " في كتابه " فكرة الفينومينولوجيا " ،أن المصدر الرئيسي والأساسي لعملية الادراك هو وجود الموضوع المدرك ، والذي يطلقون عليه مصطلح الظاهرة ووجود الذات المدركة و المتمثلة في الشعور و كذا فعل القصد ، حيث يؤكد أنصار هذه النظرية أن عملية الادراك تتم من خلال التفاعل المستمر بين الانسان المدرك و الموضوعات المدركة و معايشته لها ، وذلك من خلال شعوره الذي يقصد موضوعه ليدركه بواسطة فعل القصد.
أي أن أنصار النظرية الظواهرية لا يفصلون بين الذات المدركة والموضوع المدرك في عملية الادراك ( مثلما يفعل العقليون و الحسيون ) و انما يجعلون منهما كل متكامل ، فالانسجام التام بين النفس و الجسد و الطبيعة وحده هو الذي يجعلنا قادرين على الادراك
و يستند أنصار النظرية الظواهرية الى المسلمة القائلة
بأن الانسان المعزول عن العالم الخارجي لا يمكنه ادراك هذا العالم و الشيئ الذي لايتبدى للإنسان لا يدركه أبدا.
ولقد استدلوا على أطروحتهم الفلسفية بحجج و براهين
تتمثل الحجة الاولى في أن عملية الادراك تتم إذا توفر أمرين ، الشيئ المدرك أو الظاهرة المدركة و هذا الشيئ قد يكون ماديا أو معنويا ، مادي كالأشياء الموجودة في عالمنا الخارجي و التي يمكن الإشارة إليها بالاصبع ، أو معنوي كالحزن والفرح و الكره والحب ، أما الأمر الثاني فهو الشعور داخل الانسان حيث أن الشعور هو الذي يقصد الموضوع الظاهر ، ليدركه ، وذلك من خلال فعل القصد فالانسان المدرك يكون له قصدية في إدراك الأشياء أي أنه يقصد إدراك شيئ معين من خلال الشعور الذي يتميز به و هنا يقول هوسرل " إن الإدراك و بحكم ماهيته الادراكية ، دائما إدراك لشيئ ، و ذلك بغض النظر عن كينونة هذا الشيئ"
كما يقول سماح رافع في كتابه المذاهب الفلسفية المعاصرة توضيحا لفكرة هوسرل " أثناء عملية الوصف و التحليل تلك نجد أن الشعور في حالة اتجاه دائم و قصد مستمر نحو العالم الخارجي لإدراكه ، لأنه شعور بشيئ ، و الشعور المجرد لا وجود ، و في نفس الوقت نجد الأشياء الخارجية الطبيعية لا معنى لها اطلاقا بمفردها الا إذا تم ادراكها بواسطة هذا الشعور و استخلاص ماهيتها و إضفاء المعاني المختلفة عليها بواسطة الأنا "
و يقول هوسرل كذلك في كتابه فكرة الفينومينولوجيا " إن المعيشات المعرفية تنطوي بحسب طبيعتها على قصد ، أي أنها تقصد شيئ ما و تتعلق بهذا النحو أو ذاك بموضوع "
أما الحجة الثانية فتتمثل في أن الادراك يتم من خلال معايشة الانسان لعالمه الخارجي والاتصال الحيوي بين الانسان المدرك و الموضوع المدرك ، حيث أن عملية الادراك لا تتم الا إذا كان الانسان في حالة تلازم مستمر مع عالمه الخارجي ، مما يمكنه من تصويره ووصفه ، فالعالم الموضوعي ليس ما يفكر فيه الانسان و انما ما يحياه و يشعر به ، و هنا يقول موريس ميرلو بونتي " فجسمي المرئي و المتحرك هو في عداد الأشياء ، إنه واحد منها وهو يتشابك في نسيج العالم ، و تماسكه هو تماسك شيئ ما و لكن بما أنه يرى و يتحرك فهو يمسك بالأشياء في دائرة حوله ، وهي ملحقة به أو امتداد له إنها مغروزة في لحمه ، وتكون جزءا من تعريفه الكامل و العالم مصنوع من نفس نسيج الجسم ، هذه الأوضاع المقلوبة و هذه التناقضات هي أساليب مختلفة لقولنا بأن الرؤية تحصل وتتحقق من وسط الأشياء ،تتحقق هناك حيث يبدأ مرئي في أن يرى و يصبح مرئيا لنفسه ، و بواسطة رؤية كل الأشياء تتحقق هناك ، حيث لا يصبح انقسام بين الحاس و المحسوس"
كما يقول سماح رافع في كتابه المذاهب الفلسفية المعاصرة توضيحا لفكرة هوسرل " أثناء عملية الوصف و التحليل تلك نجد أن الشعور في حالة اتجاه دائم و قصد مستمر نحو العالم الخارجي لإدراكه ، لأنه شعور بشيئ ، و الشعور المجرد لا وجود ، و في نفس الوقت نجد الأشياء الخارجية الطبيعية لا معنى لها اطلاقا بمفردها الا إذا تم ادراكها بواسطة هذا الشعور و استخلاص ماهيتها و إضفاء المعاني المختلفة عليها بواسطة الأنا "
و يقول هوسرل كذلك في كتابه فكرة الفينومينولوجيا " إن المعيشات المعرفية تنطوي بحسب طبيعتها على قصد ، أي أنها تقصد شيئ ما و تتعلق بهذا النحو أو ذاك بموضوع "
أما الحجة الثانية فتتمثل في أن الادراك يتم من خلال معايشة الانسان لعالمه الخارجي والاتصال الحيوي بين الانسان المدرك و الموضوع المدرك ، حيث أن عملية الادراك لا تتم الا إذا كان الانسان في حالة تلازم مستمر مع عالمه الخارجي ، مما يمكنه من تصويره ووصفه ، فالعالم الموضوعي ليس ما يفكر فيه الانسان و انما ما يحياه و يشعر به ، و هنا يقول موريس ميرلو بونتي " فجسمي المرئي و المتحرك هو في عداد الأشياء ، إنه واحد منها وهو يتشابك في نسيج العالم ، و تماسكه هو تماسك شيئ ما و لكن بما أنه يرى و يتحرك فهو يمسك بالأشياء في دائرة حوله ، وهي ملحقة به أو امتداد له إنها مغروزة في لحمه ، وتكون جزءا من تعريفه الكامل و العالم مصنوع من نفس نسيج الجسم ، هذه الأوضاع المقلوبة و هذه التناقضات هي أساليب مختلفة لقولنا بأن الرؤية تحصل وتتحقق من وسط الأشياء ،تتحقق هناك حيث يبدأ مرئي في أن يرى و يصبح مرئيا لنفسه ، و بواسطة رؤية كل الأشياء تتحقق هناك ، حيث لا يصبح انقسام بين الحاس و المحسوس"
النقد
رأي أنصار النظرية الظواهرية صحيح فيما يثبتونه بدليل أن الادراك يتم عن طريق تواصل الانسان مع العالم الخارجي و لكن يبقى هذا في اطار نسبي فقط و لو كان مطلقا فبم نفسر دور التجربة الحسية و العقلية في عملية المعرفة الادراكية فأنصار النظرية هذه مجدوا الشعور على حساب التجربة والعقل في عملية الادراكو كذلك اذا كان للشعور دور في عملية الادراك فماذا عن اللاشعور ياترى؟؟؟