بحث حول مدارس الفكر الاداري (المدرسة الكلاسيكية).
![]() |
بحث حول مدارس الفكر الاداري (المدرسة الكلاسيكية). |
مقدمة
شهدت الدول الأوروبية في القرن 18 و 19 تطورا
كبيرا شمل كل نواحي وأوجه الحياة الحضارية ، الاقتصادية ، الاجتماعية والسياسية
بفضل الثورة الصناعية، وهذا ما دعى إلى استبدال القوة البشرية أو العمالة بالماكينات
، الأمر الذي احتاج إلى مهارات إدارية من أجل التمكن من الإدارة ، هذا ما أدى إلى
ظهور الفكر الاقتصادي وازدهاره، و الذي يعتبر مرتبطا تمام الارتباط بحدوث الثورة
الصناعية ، كما أن العامل الثاني الذي جاء بأطروحات و أفكار جديدة عن تقسيم العمل
والتخصص هو كتاب *آدم سميث*، *ثروة الأمم* عام 1776.
و قد مر الفكر الإداري بمراحل عديدة أسفرت عن
تعدد المىراء ونظريات العلماء، من أهم هذه النظريات النظرية الكلاسيكية.
فما هي النظرية الكلاسيكية ؟ و ماهي أهم الآراء
التي جاءت بها ؟ وما أثرها على الواقع و الفكر الاقتصادي ؟
1- مفهوم النظرية
الكلاسيكية:
قبل تعريف المدرسة الكلاسيكية، نعرّف بداية
كلمة كلاسيكية و تعني الطراز النموذجي أو الممتاز، و هي كلمة يونانية الأصل.
المدرسة الكلاسيكية: هي مدرسة عريقة سبقت إلى معالجة قضايا
الاقتصاد لترقى إلى الكمال واليقين ، و عرفت ببعدها عن الدوافع الشخصية، و هي
المدرسة التي تعمد على أدوات التحليل المنطقي، وتعرّف بالاتجاهات الموضوعية في
التحليل، و بهذا أعطت الاقتصاد صفته العلمية الحديثة.
2- نظريات المدرسة الكلاسيكية
1- النظرية العلمية
ا-
مفهوم النظرية العلمية:
تعتبر النظرية العلمية أولى نظريات المدرسة
الكلاسيكية، من أهم روادها فريدريك تايلور وفرانك جليبارت ، يعتبر كتاب مبادئ الإدارة
العلمية لفريدريك أول لبنة لتطوير الفكر الإداري و توثيقه ، والإدارة العلمية هي
التركيز على البحث في العمل على مستوى الورشات بطرق وقواعد علمية.
ب- الأفكار الأساسية للنظرية العلمية:
- الاعتمادية المتبادلة بين الإدارة و العمال.
- إيجاد الحلول لمشكلة التدني للإنتاجية
والكفاءة.
ج- مبادئ النظرية العلمية
1- إحلال الأسلوب العلمي في تحديد العناصر
الوظيفية بدلا من أسلوب الحدس والتقدير.
2- تحقيق التعاون بين الإدارة والعاملين من
اجل تحقيق الأهداف.
3- ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله بالأجر
والمكافآت لرفع الإنتاجية.
4- تحديد المسؤولية بين المدراء والعمال *المدير
يخطط* *العامل ينفذ*
5- إحكام الإشراف والرقابة على اللعاملين.
6- إحلال الأسلوب العلمي في اختبار و تدريب
الأفراد لتحسين الكفاءة الإنتاجية.
د- إسهامات النظرية العلمية:
- بينت أن الإدارة مهنة لها أصول و أسس
وقواعد.
- التأكيد على أن عنصر التنظيم من أسس الإدارة
الناجحة.
ه- انتقادات النظرية العلمية:
إن أسلوب تايلور العلمي في مجال الإدارة كان
له العديد من السلبيات و ذلك من خلال:
- الأخذ بأصول الإدارة العلمية حرصا على
تحقيق الأهداف وزيادة الأرباح على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري.
- العمل وفق حركات روتينية متكررة تبعث على
السأم و الملل و تقتل الابتكار.
2-نظرية التقسيمات الإدارية (نظرية الشمولية)
أ-
مفهوم نظرية التقسيمات الإدارية:
هي المدرسة التي تركز على ما يقوم به المدير
من وظائف لتحقيق أهداف المنظمة ، أي الاهتمام بمشاكل الإدارة العليا.
من أهم روادها هنري فايول وماكس
ويبر.
ب- الأفكار الأساسية لنظرية التقسيم الإداري:
- التركيز على الإدارة العليا ووضع مبادئ
عالمية يمكن لأي مدير تطبيقها في جميع الظروف و المنظمات.
ج- مبادئ النظرية الشمولية:
وضع هنري فايول 14 مبدأ لتحسين أداء المدير
لدوره، تتمثل هذه المبادئ في:
1- تقسيم العمل، 2- السلطة والمسؤولية، 3- الالتزام
بالقواعد،4- وحدة الأمر، 5- وحدة الاتجاه، 6- خضوع الأفراد للمصلحة العامة، 7-
المكافآت،8- المركزية، 9- تسلسل القيادة، 10- النظام، 11- العدالة، 12- الاستقرار
الوظيفي، 13- المبادأة،14- العمل بروح الفريق.
د- إسهامات النظرية الشمولية:
كانت لأفكار فايول أثر مميز في الفكر الإداري
- سواء في فرنسا أو غيرها- ، و ذلك من خلال تنظيم فن الإدارة عن طريق إتباع مبادئ
يسهل فهمها في كل نطاق العالم.
ه- انتقادات نظرية التقسيم الإداري:
- أبرزت أهمية تعويض العاملين تبعا للأداء.
- بادرت بدراسة الوظائف و المهام و تدريب
العاملين كأنهم ماكينات.
أ- مفهوم النظرية البيروقراطية:
تعتبر النظرية البيروقراطية بداية لنظرية
التنظيم العلمية، و تهدف إلى وصف الجهاز الإداري للتنظيمات و كيفية تأثيره على الأداء
و السلوك التنظيمي، و كلمة بيروقراطية تعني سلطة المكتب.
ب- الأفكار الأساسية للنظرية البيروقراطية:
- تقسيم العمل و التخصص.
- التسلسل الرئاسي، ووضوح خطوط السلطة.
- الجدارة في التعيين.
- التوثيق و تنظيم السجلات.
- الموظفون يعملون وفق أجور ثابتة وعادلة.
- الرسمية في علاقات العمل.
د- إسهامات النظرية البيروقراطية:
- أبرزت أهمية الإدارة في تقدم المجتمعات و
تطويرها.
- اعتبار النمط البيروقراطي نمطا مثاليا للإدارة
الحكومية على مستوى الدول.
ه- انتقادات
النظرية البيروقراطية.
- عدم مراعاة الجانب الإنساني للعمال.
- شعور الموظفين بالدونية بسبب تبجيل الرسمية
بين الموظفين والمدراء.
3- انتقادات المدرسة الكلاسيكية ككل
- التركيز على الجانب الفني في العمل و إهمال
الجوانب النفسية و الاجتماعية.
- التركيز على الحافز المادي و إهمال حاجات و
دوافع الإنسان الأخرى.
- اعتبار الإنسان كآلة و، محو العواطف
والتصرفات الإنسانية خلال العمل.
- التركيز على السلطة والرسمية، و عدم مشاركة
العاملين في اتخاذ القرارات الإدارية.
خاتمة
إن تطور الفكر الاقتصادي مر بعدة مراحل و، في
كل مرحلة تظهر مدرسة اقتصادية أثرى من سابقتها ، لكن المدرسة الكلاسيكية كانت
المحطة الأولى ، وأولى لبنة لبناء نظام إداري فعال يتّبع أسسا وقوانين ، ويلغي الإدارة
القديمة ، و رغم سلبيات هذه المدرسة إلا أنها كانت المصدر الذي اقتبست منه الإدارات
الحديثة طرق تنظيمها، و أفكار و مساهمات و انتقادات هذه الأخير كانت سببا في تقدم
علم الإدارة.
المراجع:
مبادئ الإدارة الحديثة ، محمد قاسم القريوتي،
عمان ، طبعة 2005