بحث حول الهجرة غير الشرعية /أسبابها/و طرق الحد من انتشارها -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

بحث حول الهجرة غير الشرعية /أسبابها/و طرق الحد من انتشارها

بحث حول الهجرة غير الشرعية /أسبابها/و طرق الحد من انتشارها

L'immigration clandestine
الهجرة غير الشرعية


مقدمة:
ظهرت مشكلة الهجرة منذ العصور القديمة واستمرت حتى وقتنا هذا، إذ أصبحت من أبرز المشاكل التي يواجهها العصر الحديث، ويشار إلى أن حياة الأفراد قديماً كانت قائمة على الترحال والانتقال الدائم بدافع البحث عن الرزق والطعام والمسكن، ومع مرور الزمن استقر الإنسان في حياته أكثر وأصبح قليل الترحال، إلا أنه مازال هناك بعض الدوافع التي تؤثر على بقائه في مكان إقامته وتجبره على الهجرة إلى مكان آخر. الهجرة غير الشرعية تعتبر الهجرة أحد الظواهر المعروفة منذ قديم الزمان، وقد ساعدت على بناء الحضارات والمجتمعات، إلا أن مفهوم الهجرة غير الشرعية يختلف تماماً عن الهجرة العادية، وذلك لأن الهجرة غير الشرعية تساعد على انتهاك القوانين الخاصة بالهجرة للبلد المهاجر إليه، ويكمن السبب وراء تلك الهجرة في المعاناة من الفقر والأحوال الاقتصادية السيئة المنتشرة في البلد المهاجر منه، وفي العديد الدول الأخرى، وقد يتعرض المهاجرون بالطرق غير الشرعية إلى العديد من المخاطر مثل الغرق، أو المعاناة النفسية التي تتمثل في الشعور بالإحباط وفقدان الأمل. وتُعرّف الهجرة غير الشرعية بأنها انتقال الإنسان من موطنه الأم إلى بلاد أخرى من أجل الإقامة بها بشكل دائم، إلا أن هذا الانتقال لا يتفق مع القواعد والأحكام الخاصة بالهجرة بين الدول، والتي نصّ عليها القانون الدولي والداخلي. 

الهجرة وأنواعها :

في اللغة مأخُوذة من الفعل هجر ويعني ترك الشيء، أو الخروج من أرض لأخرى، وهي معروفة منذ قديم الزمان، حيث قام الإسلام بإقرارها، وقد ظهر ذلك في هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلّم- من مكة المكرّمة إلى المدينة المنورة،
أما في الاصطلاح فتعرف الهجرة بأنها انتقال الإنسان من الناحية الجغرافية من المكان الذي يعيش فيه إلى مكان آخر، مهما كان طول المسافة المقطوعة للهجرة أو السبب وراءها، ويُقصد بذلك الانتقال هو تغيير موضع إقامة الإنسان بشكل دائم، وتعتبر جميع الحركات السكانية داخل نطاق مفهوم الهجرة ما عدا هجرة البدو، والسبب وراء ذلك أن البدو لا يكون الهدف من انتقالهم تغيير مكان الإقامة.
وهناك أنواع مختلفة من الهجرة فهناك الهجرة المؤقتة التي تتم فترة زمنية معينة ثم يعود الإنسان لمكان سكنه الأصلي، ويظهر هذا النوع بشكل جلي في هجرة العمالة للبلاد الأخرى.
أما النوع الثاني فهو الهجرة الداخلية التي تتم من خلال التنقل ما بين المحافظات التابعة لبلد ما، ومن هذا النوع الهجرة من المناطق الريفية نحو المدن، حيث ظهر هذا النوع في الفترة الثانية من القرن العشرين، وقد ظهرت الهجرة الداخلية في الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي سابقاً. والنوع الأخير هو الهجرة الخارجية، وهو الخروج من الحدود السياسية لأحد البلدان والعيش في البلد الآخر بشكل دائم، وقد يكون التنقل في هذه النوع ما بين الدول التابعة لنفس القارة، أو أن تكون البلدان في قارة أخرى، وقد ظهر هذا النوع في عدد من المناطق مثل بلغاريا، وإيطاليا، واليونان..

النظريات المفسرة لظاهرة الهجرة:
تبين النقاط الآتية أبرز النظريات التي حاولت تفسير ظاهرة الهجرة، وإيجاد الدوافع الأساسية الكامنة وراء انتشارها.

النظرية السوسيولوجية: ترتبط الهجرة غير الشرعية على وجه التحديد بالضغوط البيئية والتفكك في قواعد الروابط الاجتماعية والضبط الاجتماعي، بالإضافة إلى اختلال التوازن بين الأهداف والتوازن؛ لتحقيق الأهداف بوسائل مشروعة.

*نظرية دوام الهجرة: يطلق عليها أيضاً نظرية الشبكات، حيث تفسر استمرار ظاهرة الهجرة من خلال الروابط الاجتماعية بين المهاجرين وغير المهاجرين، وتقديم كل مهاجر فرصاً لأفراد عائلته، أو أقاربه، أو جيرانه؛ لمساعدتهم وتشجيعهم على الهجرة.

*النظرية الاقتصادية: تفسر هذه النظرية ظاهرة الهجرة من خلال العوامل المرتبطة بالعمل والوظيفة، ويعد أرنست رافينستين صاحب أول نظرية في تفسير الهجرة، ولخّص ذلك في أن الظروف الاقتصادية السيئة، والفقر، والانعدام تدفع الفرد إلى ترك الوطن، والانتقال إلى مناطق أكثر جاذبيةً.

*نظرية الطرد والجذب: هي أقرب النظريات تفسيراً لواقع الهجرة، حيث حددت أسباب الهجرة الرئيسية وهما: الاتصال، وتعدد العلاقات بين البلاد التي ترسل وتستقبل المهاجرين، ويعد الطرد والجذب متغيرات تساعد في انتقاء جماعات محددة حتى تهاجر من مكان لآخر وفقاً لبوج، وتعد الحروب، والمجاعات، والكوارث الطبيعية، والنمو السكاني السريع، وغيرها من عوامل الطرد القوية.

أسباب الهجرة غير الشرعية.


تظهر أسباب الهجرة غير الشرعية بالنظر إلى عاملين هما الجذب والطرد في المناطق، فمن عوامل الطرد والجذب التي تؤدي إلى الهجرة غير المشروعة ما يأتي: عوامل الطرد تتمثل عوامل الطرد التي تؤدي إلى الهجرة غير الشرعية بما يأتي: 

- الأسباب الاقتصادية: إذ تعتبر الأوضاع الاقتصادية أحد أهم الأسباب التي تُسبب الهجرة غير الشرعية، حيث تتمثل تلك الأوضاع في قلّة فرص العمل، وتدني المستوى الاقتصادي من انخفاض الأجور وتدني المستوى المعيشي داخل البلدان المصدرة للمهاجرين، وهذا الأمر يتسبب في بحث الشباب عن فُرص العمل في البلدان الأخرى وإن كان ذلك عن طريق اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية. 

- الأسباب السياسية: حيث يساعد تراجع وتدني الأوضاع السياسية في عدد من البلدان إلى ظهور الهجرة غير الشرعية بين أفرادها، ويظهر ذلك التدني والتراجع بعدة أشكال منها، انعدام الاستقرار في تلك البلدان، وعدم السير على سياسات تختص بالإصلاحات أو برسم خطط من أجل تنمية البلاد، بالإضافة إلى عدم وجود الثقة الكافية بين الشعب وبين النظام السياسي في البلاد، بسبب الفساد وعدم قيام السلطات بمهامها سواء كانت السلطة التنفيذية، أو القضائية، أو التشريعية. 

- الأسباب الدينية: إذ تظهر الأسباب الدينية التي تؤدي إلى الهجرة غير الشرعية في الاضطهاد الديني، أو من أجل البحث عن بيئة آمنة للقيام بنشر المذاهب الدينية. 

- الأسباب الاجتماعية: وتتمثل الأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى الهجرة غير الشرعية في عدم وجود ترابط أُسري، وعدم وجود توافق بين العادات والتقاليد، أو وجود ضعف في الروابط الاجتماعية، ويمكن أن يكون السبب وراء الهجرة غير الشرعية هو وجود تفرقة ما بين فئات المجتمع أو بين الطوائف التابعة له، وقد يهاجر الإنسان بسبب وجود أشخاص مقربين له في تلك البلاد. 

-عوامل الجذب:
 تتمثل عوامل الجذب المسببة للهجرة غير الشرعية بما يأتي:

-  ارتفاع أجور العمال في عدد من البلدان. ارتفاع في المستوى المعيشي في الدول الجاذبة.
-  وجود خدمات اجتماعية وصحية في الدول الجاذبة. 
- الرغبة بالشعور بالحرية.

 تداعيات و آثار الهجرة غير الشرعية: 

 للهجرة العادية وغير الشرعية عدد من التداعيات والآثار الإيجابية والسلبية التي تظهر على وضع المهاجرين.وعلى كل من البلد المهاجر منه والبلد المهاجر إليه، إلا أن التداعيات السلبية تعتبر أكبر من التداعيات الأخرى.

 ومن أهم التداعيات السلبية للهجرة غير الشرعية ما يأتي: 

- التداعيات الاقتصادية: إذ تتسبب الهجرة غير الشرعية في تنافس المهاجرين مع العمالة النظامية، وتدني كفاءة العمل، وازدياد جرائم غسل الأموال، وارتفاع كلفة تحويل الأموال للبلدان الأخرى. *التداعيات الاجتماعية: حيث تظهر التداعيات الاجتماعية من خلال ظهور قيم وثقافات دخيلة على ثقافة البلاد الأصلية، مما يتسبب في ظهور خلل اجتماعي ونفسي، ويمكن أن تظهر هذه التداعيات في ظهور المساكن العشوائية التي قد تتسبب في انتشار التسول، والسرقة، والمخدرات، وعدم الاهتمام بالصحة البيئية.

- التداعيات السياسية: إذ يمكن أن تتسبب زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين في البلدان الأخرى إلى ظهور تكتلات سياسية وظيفتها تكمن في التأثير على نظام الدولة السياسي، أو استغلالها للتأثير على المراكز الخاصة في سلطات البلاد، مما قد يتسبب في إحداث الاضطرابات والنزاعات في البلاد المهاجر إليها.

- التداعيات الأمنية: حيث تظهر هذه التداعيات من خلال ارتفاع معدل الجرائم على يد المهاجرين غير الشرعيين، ويظهر ذلك الأمر نتيجة الحاجة للمال مع تدني في مستوى التعليم الخاص بهم، مما يجعل الكثير من المهاجرين ينضمون الى العصابات الإجرامية ويرتكبون الجرائم التي تتمثل بالقتل، أو التهريب، أو السرقة، أو المتاجرة بالمخدرات.

 طُرق التصدي للهجرة غير الشرعية:

 تعتبر الهجرة غير الشرعية إحدى الظواهر الاجتماعية ذات الأبعاد الخطيرة على الدول المُصدرة والمُستقبِلة للمهاجرين، ولهذا قامت بعض الدول بوضع عدد من الطرق التي تساعد على التصدي للهجرة غير الشرعية، ومن أبرز تلك الطرق ما يأتي: 

- وضع آليات خاصة بالعلاج الوطني: وهي الآلية التي تتمثل في سن التشريعات والقوانين التي تمنع مغادرة الإنسان لبلاده بشكل غير شرعي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدخول للبلاد، حيث وضعت بعض الدول التي ظهرت فيها الهجرة غير الشرعية قانوناً للعقوبات على الأشخاص الذين يدخلون البلاد بشكل غير شرعي.

- آليات العلاج الدولية: إذ تعتبر الهجرة إحدى الظواهر العالمية التي لا يُمكن القضاء عليها بسهولة، ولهذا يجب أن تتكاتف الجهود الدولية من أجل أن تتمكن من التحكم في الأمور المُتعلقة بتلك الظاهرة، وذلك من خلال القيام بالمعاهدات والمواثيق الإقليمية والدولية.


الاسمبريد إلكترونيرسالة