دورة/أتقن مادة الفلسفة/الدرس الثامن عشر /اشكاليات الشعور و اللاشعور -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

دورة/أتقن مادة الفلسفة/الدرس الثامن عشر /اشكاليات الشعور و اللاشعور

اشكاليات الشعور و اللاشعور

دورة/أتقن مادة الفلسفة/الدرس الثامن عشر /اشكاليات الشعور و اللاشعور
الشعور واللاشعور

بسم الله الرحمان الرحيم ، والصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله وصحبه الطيبين الطاهرين، السلام عليكم أصدقائي متتبعي مدونة و مرحبا بكم في الدرس الثامن عشر من دروس دورة أتقن مادة الفلسفة، وبعد أن تتطرقنا في دروس سابقة إلى الإشكاليات المطروحة في درسي الإحساس و الإدراك و اللغة و الفكر ، حيث تعرفنا على مضمون كل إشكالية و كذا النظريات التي حاولت مناقشتها و الحجج التي اعتمدت عليها هذه النظريات و الانتقادات التي تعرضت لها، سوف نحاول بداية من هذا الدرس التطرق الى الدرس الثالث من الدروس المقررة في البرنامج و هو درس الشعور واللاشعور ، أو الوعي واللاوعي. متتبعين بالطبع نفس طريقة معالجتنا للدرسين السابقين.
وعليه سوف يكون درسنا لهذا اليوم بمثابة عرض لأهم الإشكاليات التي يتضمنها درس الشعور واللاشعور ، ثم في دروس قادمة نحاول التعرف على النظريات التي حاولت معالجة كل إشكالية.

إذن أصدقائي في درس الشعور واللاشعور هناك إشكاليتين أساسيتين ، وليس اشكالية واحدة كما يظن الكثير من التلاميذ ، وهتين الإشكاليتين هما:
* إشكالية  صحة فرضية اللاشعور
* إشكالية مدى علمية فرضية اللاشعور
نبدأ بالإشكالية الأولى وهي صحة فرضية اللاشعور:
مضمون هذه الإشكالية هو اختلاف المفكرين حول ما إذا كانت الحياة النفسية تشعر بكل أحوالها و بالتالي فهي حياة شعورية محضة،  أم أن هناك حالات لا يمكن للإنسان الشعور بها و لا يمكن تفسيرها إلا من خلال اللاشعور، و بالتالي هناك حياة لاشعورية بالإضافة إلى الحياة الشعورية في نفس الإنسان
وقد ظهرت هذه الإشكالية في المرحلة الأولى من مراحل ظهور نظرية اللاشعور، حيث أن معظم المفكرين كانوا يقرون بأن الإنسان يشعر بكل ما يدور في نفسه من حالات و رفضوا فكرة اللاشعور جملة و تفصيلا ،و اعتبروها ضربا من الخيال.
بينما جاء مفكرون آخرون وعلى رأسهم المفكر "سيغموند فرويد" ليؤكدوا أن هناك حياة أخرى في نفس الإنسان وهي اللاشعور .
و قد سميت النظرية الأولى التي نفت وجود اللاشعور ب "النظرية الشعورية الكلاسيكية" و ذلك لأنها سبقت النظرية الثانية من حيث الحقبة الزمنية ، بينما سميت النظرية الثانية التي أكدت على وجود اللاشعور إلى جانب الشعور في الحياة النفسية ب "مدرسة التحليل النفسي"  لأنها اعتمدت في تفسير وتأكيد رأيها على جملة من التحاليل النفسية.
الإشكالية الثانية : إشكالية مدى علمية نظرية اللاشعور:
هذه الإشكالية جاءت بعد تطور نظرية اللاشعور، حيث أنها أثيرت من طرف تلامذة فرويد نفسه ، ومضمونها هو اختلاف المفكرين وعلماء النفس حول ما إذا كانت نظرية اللاشعور تقوم على أسس علمية، أم أنها مجرد افتراض فلسفي يفتقد إلى الأسس العلمية.
وقد تطرق إلى هذه الإشكالية اتجاهان الأول هو الاتجاه الذي يؤكد على أن فرضية اللاشعور فرضية تقوم على أسس علمية و ترتقي إلى مستوى النظرية العلمية ، ويمثل هذا الاتجاه "فرويد" و بعض تلامذته أمثال "أدلر" و "يونغ".
أما الاتجاه الثاني فهو الاتجاه الذي يقر بأن نظرية اللاشعور هي مجرد افتراض فلسفي لا يرتقي إلى مستوى النظرية العلمية و من أنصار هذا الاتجاه المفكر" سارتر" و المفكر " واطسن "و المفكر "ويلز".
ولتوضيح الأمر ، يمكننا القول بأن نظرية اللاشعور و منذ ظهورها تعرضت إلى انتقادات كثيرة ، ففي البداية قوبلت فكرة اللاشعور بالرفض التام ، وبعد تطورها و تقديم أنصارها للعديد من الحجج و البراهين ، ظهر مفكرون آخرون ، لم ينكروا اللاشعور نهائيا وإنما كان اختلافهم حول مدى علمية هذه الفرضية، وفي كلتا المرحلتين حاول أنصار النظرية وعلى رأسهم فرويد الدفاع عنها و اعتبارها نظرية علمية.


مشاهدة الدرس بالفيديو


                                            

الاسمبريد إلكترونيرسالة