بحث حول الأحزاب السياسية -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

بحث حول الأحزاب السياسية

بحث حول الأحزاب السياسية


بحث حول الأحزاب السياسية
بحث حول الأحزاب السياسية

مقدمة:


الأحزاب السياسية هي إحدى الطرق التي تعبر بها الأمة عن حقها في المشاركة في الحكم فهي أداة للحكم أو المعارضة حسبما تملكه من أكثرية أو أقلية، و تساهم بذلك في صنع إرادة الأمة كما أنها ركيزة أساسية تقوم عليها الانظمة الديمقراطية.
فالأفراد وحدهم لا يمكنهم تجقيق أهداف سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية إلا بتنسيق الجهود و الوحدة و التضامن فيما بينهم و لا يمكن لهذا التضامن أن يصبح فعالا إلا إذا نظم و توحدت الجهود في إطارة حزب سياسي.



و قد أصبحت الأحزاب السياسية عنصرا دائما و طبيعيا و عالميا في كل الأنظمة السياسية سواءا كانت أنظمة ديمقراطية أو استبدادية  ليبرالية أو اشتراكية، متقدمة أو نامية من خلال دورها الفعال في الحياة السياسية و ضرورة لا بد منها.
فما هو مفهوم الحزب السياسي و ما هي أنواعه و فيما تتمثلف وظائف الأحزاب السياسية ؟

أولا: مفهوم الحزب السياسي:


لعل من الصعوبة بما كان أن يتمكن أن يتمكن الباحث من تقديم تعريف جامع مانع لظاهرة مركبة تتسم بالشمولية و التركيب مثل ظاهرة الحزب السياسي، و ربما يرجع ذلك لاختلاف الآراء و الخلفية الإيديولوجية للكتاب و الباحثين الذين تصدوا لتعريف هذا المفهوم ، غير أن ذلك لن يمنعنا من محاولة مقاربة هذا الموضوع من خلال التمييز بين اتجاهين أساسيين و سرد مجموعة من التعريفات قدمت للحزب السياسي .

أ - الإتجاه الأول:

يمثله الفكر الماركسي الذي يرى أن الحزب السياسي ما هو إلا تعبير سياسي لطبقة ما و بالتالي لا وجود لحزب سياسي دون أساس طبقي حسب المفهوم الماركسي و هذا استبعاد واضح من فضاء الحزبية للأحزاب الأخرى التي لا تقوم على أساس طبقي .

ب - الإتجاه الثاني:
يتبناه الأدب السياسي البورجوازي و يركز هذا الإتجاه على المبادئ و درجة التزام الوضوح و التحديد في صياغتها .
و إذا انتقلنا إلى مفهوم الحزب السياسي لدى المفكرين و الباحثين نجد أن دزرائلي يرى أن " الحزب السياسي هو مجموعة من الأفراد يجمعهم الإيمان و الإلتزام بفكر معين " .
غير أن هذا الإتجاه يغفل حقيقة إمكانية وجود حزبين أو أكثر يتقاسمان نفس المبادئ و الأهداف داخل الدولة نفسها .

أما هارولد لاسويل " فيرى ان الحزب " تنظيم يقدم مرشحيه باسمه في الإنتخابات " .

و قريبا من هذا التعريف نرى شلزنجر يحدد مفهوم الحزب في مظهر واحد من مظاهره و هو هدف الوصول إلى السلطة و يعتبره تنظيما يسعى إلى الوصول إلى السلطة في الأنظمة الديمقراطية،  و كأن هذا التعريف يستبعد من معنى الحزبية كل الأحزاب التي لا توجد في الأنظمة الديمقراطية ، لذلك نجد جيمس كولمان يوسع من دائرة مفهومه للحزب السياسي لتنطبق على كل الأنظمة السياسية لأن الحزب " له صفة التنظيم الرسمي هذفه الصريح و المعلن هو الوصوصل إلى الحكم إما منفردا أو مؤتلفا مع أحزاب أخرى "


و هناك من يرى أن الحزب تنظيم سياسي له صفة العمومية و الدوام و له برنامج يسعى بمقتضاه إلى الوصول إلى السلطة .
أن الدكتور سمير عبد الرحمن الشمري في مفهومه للحزب استطاع الجمع بين العديد من خصائص لالحزب السياسي و بالتالي اقترب من التوفغيق يبين التعاريف السابقة ، فالحزب كما عرفه هو : " جماعة اجتماعية تطوعية واعية و منظمة و متميزة من حيث الوعي السياسي و السلوك الظغجتماعي المنظم و من حيث الطموحات و الآمال المستقبلية و لها غايات قريبة و بعيدة تهدف هذه الجماعة إلى الإستيلاء على السلطة ( إذا كانت في المعارضة و إلى تغير سياسي و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي و حياتي يتساوق مع قناعتها و اتجاهاتها ) .
و الحزب يمثل شريحة اجتماعية في المجتمع أو كتل اجتماعية متناغمة و يدافع عن مصالح الكتل الإجتماعي التي يمثلها و يجاهد من أجل انتصار أهدافه و غاياته التي يصبو إليها وكل حزب من الأحزاب السياسية له مبادئ تنظيمية و فكرية واجتماعية و له نظامه الداخلي يحتكم إليه ، وز له برنامج محدد يبسط فيه هويته الفكرية و السياسية والإقتصادية و الإجتماعية .

ثانيا :أنواع الأحزاب السياسية :


اختلف الباحثون اختلافا كبيرا حول موضوع أنواع الأحزاب السياسية ، إذ قسموها و صنفوها لعدة تصنيفات بسبب اختلاف المعايير التي ينطلقون منها لهذا الغرض ، و هنا سوف نستعرض بعض التصنيفات السابقة دون مراعاة الأسبقية التاريخية أو الأهمية .
لقد بين عبد اللطيف منوي أنها تصنف إلى ثلاثة معاير :
1 - معيار مشاركة الأعضاء في حياة الأحزاب .
2 - معيار التنظيم .
3 - معيار القاعدة الإجتماعية للحزب .

أ - معيار المشاركة :
و نعني بها مدى مشاركة أعضاء الحزب و مناظليه في حياته و هياكله الداخلية من حيث نوعية و طبيعة هذه المشاركة و ليس من حيث كثافتها و شكلها و أدى إلى التصنيف التالي :

1 - أحزاب الرأي و الأحزاب الأيديولوجية :" تصنيف جورج بيردو " :

أ - أحزاب الرأي : هو حزب ليس له مذهب سياسي أو أيديولوجية معينة يتمثل مذهبه في جمع آراء أعضاءه المختلفة و تنسيقها ثم استخدامها في نظاله .
ب- الأحزاب الأيديولوجية : الذي له أيديولوجية شمولية و فلسفة متكاماة حول العالم و الإنسان بصفة كلية تتجاوز الجوانب السياسية.
 
2 - الأحزاب الشمولية و الأحزاب المتخصصة " تصنيف موريس دوفرجي " :

أ – الأحزاب الشمولية :هو شبيه بالأيديولوجي تماما و يتميز بكونه متجانس و منسجم و منغلق و غاية في حد ذاته ، فهو متجانس لأنه يسعى لتكوين الإنسان على مذهب و أيديولوجية متينة و مغلق بحيث أن دخوله صعب و يتم بصفة انتقائية .
ب - الحزب المتخصص: هو حزب لا يتجاوز في نشاطه الجوانب السياسية لحياة المجتمع و هو مفتوح على عدة تيارات و هو قليل التنظيم و الإنظباط .


3 - الحزب الإحتكاري : هو الذي لا يقبل التداول على الاسلطة فهوم يعمل على إخضاع الأحزاب الأخرى (1) .
4 - أحزاب البرامج : هي أحزاب ذات برامج شمولية أو شاملة لكافة نواحي الحياة مبنية على أسس أيديولوجية و فلسفية جامدة تعالج كافة جوانب الحياة .
5 - أحزاب الأشخاص : تتميز بالولاء لشخصية الزعيم الذي ينشئ حزب أو يتولى رئاسته و يصنع برنامجه .
6 - الأحزاب الخاصة أو المختلطة : هي أحزاب تجمع بين خصائص و صفات أحزاب البرامج و أحزاب الأشخاص و هذه الأحزاب أكثر انفتاحا و اعتدالا و موضوعية .

ب – معيار التنظيم : هناك يتم النظرإلى حجم و عدد الأعظاء و لكن إلى أساليب تنظيمية با الدرجة الأولى . ومن خلا ل هدا المعيار توجد التقسيمات التالية:

1 - أحزاب الإطارات : هو يعتمد على لجنة من الأعيان ولا يهمه عدد المنخرطين بقدر ما تهمه نوعيتهم . ويكاد نشاط الحزب ينحصر في تعيين المترشحين للإنتخابات و تنظيم الحملات الإنتخابية لصالحهم .و ينتشر هدا النوع في الولايات المتحدة الأمريكية و انكلترا و فرنسا .
2 - الحزب الجماهيري : نشاهد الحزب بفضل حق الإنتخاب العام و المباشر و السري و ينطبق على الأحزاب الشيوعية و الإشتراكية التي تعتمد على جماهير العمال و الفلاحين و الطبقات المحرومة .
3 – أحزاب الأعيان و المناظلين و الناخبين " تقييم جون شارلو " :
أ - حزب الأعيان : هو حزب تقتصر عضويته على الشخصيات المرموقة ساءا كانوا مثقفين أو رجال أعمال و هو شبيه بحزب الإطارات .
ب - حزب المناظلين: هو حزب شعبي و جماهيري يظم أعداد ضخمة من المنخرطين كما يهتم بالمتعاطفين معه و هذا بغض النظر عن مكانته .
ج حزب الناخبين : هو حزب لا يعتمد على أيديولوجية أو مذهب سياسي معين بل يركز اهتمامه حول المرشحين ، و هو يجمع أعداد كبيرة من الأفراد دون أن يجمعهم مذهب سياسي معين.

ج – معيار القاعدة الإجتماعية:

 و هو يقسم الأحزاب إلى نوعين (2) :
1 - أحزاب التجمع : هو نوع من الأحزاب التي تجمع جميع المواطنين مهما كانت انتماءاتهم و طبقاتهم الإجتماهية و ميولهم الأيديولوجية ، و لها مذهب سياسي مرن جدا يوفق بين جميع الأعضاء و ينبد الأيديولوجيات الصارمة .


ثالثا : وظائف الأحزاب السياسية.


نظرا للمكانة المحورية للأحزاب في الأنظمة السياسية وارتباطها العميق بمفهوم الديمقراطية و المشاركة السياسية ، فإن الأحزاب السياسية أصبحت تضطلع بأدوار بالغة الأهمية داخل المجتمعات و خاصة أنظمتها السياسية .
يقدم ( سيجمو نيومان ) ثلاثة مهام رئيسية للأحزاب السياسية سواءا كانت ديمقراطية أو شمولية تنظم الإدرادة السياسية للشعب و التسويق لمبادئ الحزب :
1 - إدماج المواطن في الحزب و تعليمه الإلتزام السياسي.
2 - ممارسة الحزب دور الوسيط او همزة الوصل بين الرأي العام و الحكومة.
3 - اختيار القادة لانتخابهم من قبل الشعب الأمر الذي يستدعي مستوى من الوعي لدى المواطنين لضمان الإختيار الصحيح.
أما ديفيد أبتر فيميز بين طبيعة الوظائف السياسية وفقا لطبيعة النظام السياسي الذي تتواجد فيه ( ديمقراطي أو توتيلاري ) ففي النظم الديمقراطي يبين أن الحزب يقوم بثلاثة وظائف رئيسية و هي:
مراقبة السلطة التنفيدية.
تمثيل المصالح.
استقطاب المترشحين والأعضاء.
أما في الانظمة الشمولية فللأحزاب وظيفتين:
الحفظ على صلابة و تضامن مجموعاته .
دور الإشراف و الإدارة .
بعيدا عن هذا التعنيف و الجدل يمكن أن نشمل أهم الوظائف في:
1 - تجميع المصالح : يقصد بها تحويل مطالب الناس إلى بدائل لسياسة عامة موجودة من قبل . و يمارس الحزب وظيفة تجميع المصالح من خلال مؤتمراته و عندما يتلقى الشكاوى و المطالب في التجمعات النقابية والعالمية و الهيئات الأخرى ليقوم الحزب بعد ذلك بالماومة على تلك المطالب لتسويتها و اقتراح سياسة معينة بديلة و في الأنظمة غير الديمقراطية تصغرهذه الوظيفة و تتحجم كثيرا من جراء قيود و ضوابط النخبة المسيطرة على نشاط الأحزاب.
2 - التجنيد السياسي : يقصد بالتجنيد عموما عملية اختيار أفراد لشغل أدوار من نسق اجتماعي ما و يعني التجنيد السياسي شغل المناصب الرسمية كالوزير، المحافظ و غيرها.
 و يقوم الحزب بهذا الدور من خلال التعيين أو عبر الإنتخابات فالحزب الذي يصل إلى السلطة يقوم بتشكيل الحكومة و تعيين كوادره في المناصب الإدارية.

التنشئة السياسية:
و تشير إلى عملية تعلم القيم و الإتجاهات السياسية والقيم والانماط الإجتماعية ذات المغزى السياسي . و هي عملية مستمرة يتعرض لها الظغنسان عبر مراحل حياته المختلفة و قد تستهدف إجداث تغير جزئي أو كامل في عناصر و مكونات هذه الثقافة و تعتبر الأحزاب من المؤسسات الهامة التي تقوم بهذا الدور من خلال تكوين رؤية المواطن نحوم المجتمع و السياسة، عبر صفحاتها أو ما تقوم به من نشاط تثقيفي.
4 - تعمل كسمسار افكار: فهي تختار و تحدد القضايا التي تواجه الكمجتمكه و ما يحتاجه من حاجات و تقوم بترتيب ذلك تبعا للأولوية و تثير الإنتباه إليها أثناء العمليات الإنتخابية.
5 - عامل النشاط في الحياة السياسية والبرلمانية : لأنها تمكن الشعب منالتعبير عن رغباته و مطالبه بطريقة منطقية و فاعلة كما تقوي الروابط بين العينة الناخبة و الهيئة الحاكمة.
6 – الرقابة و المحاسة : يقوم بمراقبة تصرفات الحكومة و أعمالها الأمر الذي يؤثر على السلطة و يمنعها التجاوزات و الفساد .
7 – أداة لإضفاء الشرعية : إن مشاركة الأحزاب في العملية السياسية تمنح النظام السياسي الشرعية في حين أن مقاطعة الأحزاب الغنتخابات مثلا قد تشكك أو تقلل من شرعية النظام سواءا في الداخل أو في الخارج.
8 - عنصر من عناصر الإستقرار في الحياةالسياسية في الدولة:
فإذا ما وصل حزب إلى الحكم عمل على تنفيد أهدافه و كمن يتحمل المسؤولية فرد معين و إنما يحمله الحزب في مجموعة، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الإستقرار في الدولة و عدم تعرضها لهزات عنيفة نتيجة الأفكار الفردية الطارئة التي قد يؤثر تنفيدها بالسلب على المجتمع ككل.
9 – عامل مساعدة تكون الرأي العام : إن اتجاهات الرأي العام دوما تعكس النظام الحزبي في تلك الدولة . فالأحزاب تلعب دورا هاما في بلورة الرأي العام وتوجيهه نحو الهدف الذي تريده عن طريق الإجتماعات و المظاهرات و النشرات والإذاعة و الدعاية الحزبية ضرورة لابد منها لتعريف الرأي العام بموقف الحزب و أهدافه . فالأحزاب عامل مساعد لجمهور الناخبين في تكوين أرائهم السياسية كما أن قيام الحزب السياسي لا يتحقق إلا إذا سانده جانب من الرأي العام. هذا بالإضافة غلى ان بقاءه في الحكم او وصوله إليه إن كان خارجها لا يتحقق إلا بمساندة قطاعات عريضة من الراي العام.
_____________


الخاتمة :

في الأخير نشير أنه و بالرغم مما تحدثنا عنه من الوظائف الهامة التي تضطلع بها الأحزاب إلى أ هناك من يوجه لها سهام النقد و يتهمها بتكريس الشقاق و بعث الإضطرابات المستمرة في الدولة بسبب مهاجمة كل فريق للآخر فيصبح الصراع السمة الأساسية بدل السلم و الإستقرار و هذا ما يعيق جهود الدولة و خاصة في العالم الثالث لتي تتطلب تنميتها المزيد من الإستقرار و السعي لتحقيق ما يسمى بالإقلاع الصناعي الذي هو في صدارة الأولويات.
كما ان الأحزاب السياسية تقوم بقولبة الحياة السياسية و جعل الديمقراطية فارغة من أي مضمون ذلك ان الأحزاب فرضت معتقداتها على نوابها حتى و إن لم يقتنعوابها . غير أن الثابت ان الاحزاب السياسية إحدى المكونات الأساسية للديمقراطية و الديمقراطية لا غنى عنها لاحترام حقوق الإنسان و تكريس إرادة الشعوب و تحقيق الإستقرار الإجتماعي و السياسي .
إن ما تقدم يبين لنا أن الحزب السياسي ظاهرة إنسانية متجدرة في الحياة السياسية الغربية وهو مفهوم مركب لم يتمكن الدارسون من تقديم تعريف واحد جامع ومانع له ، ربما بسبب الوظائف العديدية التي يؤديهاو أهميته في الحياة السياسية الحديثة .


قائمة المراجع المعتمدة :
1 - شريط الأمين ، الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات السياسية المقارنة . ديوان المطبوعات الجامعية .
2 - - محمود عبد الجواد مصطفى ،الأحزاب السياسية في النظام السياسي و الدستوري اللحديث و الإسلامي . دار الفكر العربي ، القاهرة ، 2003 .

الاسمبريد إلكترونيرسالة