بحث حول مدينة بوسمغون ولاية البيض
بحث حول مدينة بوسمغون ولاية البيض |
بوسمغون جوهرة ولاية البيّض،موقع فريد من نوعه يستحق الزيارة
تاريخ المنطقة:
يمتد تاريخ المنطقة إلى عصور تاريخية موغلة في القدم، إذ عرفت بعدة تسميات نتيجة لتعاقب أجيال عديدة من مختلف القبائل فقد سميت، بواد الأصنام، ثم "واد الصفاح" وأخيرا "بوسمغون" نسبة إلى الولي الصالح مولاي أحمد المعروف "بسيدي بوسمغون" .
بعدها حل بالمنطقة الولي الصالح "سيدي أحمد التيجاني" وذلك في أواخر القرن الثامن عشر الذي أطلق تسمية جديدة على القصر حيث سماه "القصر الأسعد" وذلك نظرا للسعادة التي غمرته إثر إتمامه أصول طريقته وهذا ما يعرف عند أتباع الطريقة " بالفتح الأعظم".
وعليه بقي هذا القصر العتيق شاهدا على حياة قوم عاشوا بين جدرانه العالية التي مازالت تتحدى الزمن في شموخ وكبرياء رغم بعض التصدعات التي لحقت به، فالقصر يعتبر بحق وبكل موضوعية من أهم وأبرز المعالم التاريخية من جهة ومن جهة أخرى يعتبر تحفة أثرية ثمينة لاينقصها إلا الإهتمام بالصيانة والترميم.
للقصر خمسة أحياء أساسية هي: آغرم أجديد، آغرم أقديم، تمدلة تبون،تمدلة توسليمان وساحة الجماعة.
وفي القصر كذلك ثلاثة أزقة رئيسية وهي: زقاق تمدلة تبون الذي يبلغ طوله 110م زقاق آغرم أقديم الذي يبلغ طوله 61 م وزقاق ساحة الجماعة.
بعدها حل بالمنطقة الولي الصالح "سيدي أحمد التيجاني" وذلك في أواخر القرن الثامن عشر الذي أطلق تسمية جديدة على القصر حيث سماه "القصر الأسعد" وذلك نظرا للسعادة التي غمرته إثر إتمامه أصول طريقته وهذا ما يعرف عند أتباع الطريقة " بالفتح الأعظم".
وعليه بقي هذا القصر العتيق شاهدا على حياة قوم عاشوا بين جدرانه العالية التي مازالت تتحدى الزمن في شموخ وكبرياء رغم بعض التصدعات التي لحقت به، فالقصر يعتبر بحق وبكل موضوعية من أهم وأبرز المعالم التاريخية من جهة ومن جهة أخرى يعتبر تحفة أثرية ثمينة لاينقصها إلا الإهتمام بالصيانة والترميم.
للقصر خمسة أحياء أساسية هي: آغرم أجديد، آغرم أقديم، تمدلة تبون،تمدلة توسليمان وساحة الجماعة.
وفي القصر كذلك ثلاثة أزقة رئيسية وهي: زقاق تمدلة تبون الذي يبلغ طوله 110م زقاق آغرم أقديم الذي يبلغ طوله 61 م وزقاق ساحة الجماعة.
التعريف بمدينة بوسمغون:
مدينة بوسمغون |
تقع بوسمغون وسط جبال "القصور" المنتمية لسلسلة الأطلس الصحراوي، وترتفع أراضيها بـ 1199 م فوق سطح البحر. يحاصرها غرباً جبل "تانوت" (ومعناها في الأمازيغية البئر الصغير)، أما شرقاً فيحصرها جبل "تامدَّه"، و على العكس من ذلك فهي مفتوحة من الجهتين الجنوبية و الشمالية، وإن كان الانفتاح في الشمال أكثر.
الموقع الجغرافي لبلدة بوسمغون:
من الناحية الفلكية تقع بوسمغون تقريباً عند تقاطع خط غرينتش و درجته 0° و دائرة العرض 32° شمالاً، و هذا يعني وقوعها في المنطقة الانتقالية بين المناطق الحارة و المناطق المعتدلة، و ساهم ذلك في جعل المناخ انتقالياً بين المناخين الحار (الصحراوي) و المعتدل (المتوسطي). يمتاز المناخ فيها بشتاء بارد قد تنخفض الحرارة فيه إلى ما دون الصفر أحياناً، وبصيف حار تلامس حرارته أحياناً الـ 40°م، أما الأمطار فهي قليلة إلى متوسطة تسقط عموماً في فصلي الخريف والشتاء.
إن المناخ السائد في أراضي الدائرة هو نفسه السائد في أغلب أراضي الهضاب العليا، سمح بنمو غطاء نباتي تغلب عليه أنواع كثيرة من الحشائش القصيرة التي تزداد كثافة واخضرارا تِبعاً لتساقط الأمطار مُشكلة منظراً طبيعياً خلاباً في موسم الربيع. لكن، وللأسف، هذا الغطاء شهِد في الثلاثة عقود الأخيرة تراجعاً مخيفاً، ساهم في استفحال ظاهرة التصحر الذي بات يُنذر بردم كل أراضي الدائرة، ويعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل أبرزها الجفاف الذي اشتد في السنوات الأخيرة، والرعي الجائر الذي قضى على هذا الغطاء النباتي.
بمحاذاة البلدة غرباً يمر وادي سمح بقيام واحة تمتد لمسافة 4 كلم تقريباً، وارتبط مصير السكان بها ارتباطاً وثيقاً، حيث كانت إحدى العوامل الرئيسية التي ساعدتهم على الاستقرار وشكلت نمط عيشهم. إن وجود المياه بكثرة ووفرة الأراضي الزراعية دفعت سكان بوسمغون إلى ممارسة الزراعة منذ القديم، فوفرت لهم أنواعاً مختلفة من الخضروات والحبوب والفواكه. إلى جانب الفلاحة مارس السمغونيون الرعي مثلهم مثل كل سكان المناطق المجاورة، إلا أن هذين النشاطَيْن تراجعاً كثيراً، ويكادان يختفيان لتأثير العوامل طبيعية وللتغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع السمغوني، والتي كانت أول محطاتها هجرة الكثير من السكان، خاصة بعد الاستقلال، نحو المدن الشمالية ونحو فرنسا بحثاً عن حياة أفضل.
سكان مدينة بوسمغون:
يتكون المجتمع السمغوني من عنصرين عرقيين، الأول بربري وهو الغالب، والثاني عربي ينتمي إلى القبائل العربية التي كانت سابقاً ترتحل في البوادي، وفي السنوات الأخيرة انتقلت للاستقرار في بوسمغون والبلديات المجاورة لها، ينتمي أغلب السكان إلى العنصر البربري، يتكلمون البربرية أو الأمازيغية واستطاعوا المحافظة عليها عكس البلدات البربرية المجاورة لبوسمغون مثل الشلالة، عسلة، مغرار، تيوت وسفيسيفة، أين اختفت البربرية فيها ولم يَعُدْ يتحدث بها إلا المسنون بسبب التأثير العربي القوي فيها.عاش سكان بوسمغون في "القصر القديم" منذ قرون، وهو عبارة عن شبه قلعة بُنيت وفق هندسة معمارية راقية تتماشى مع طبيعة المنطقة ومناخها، واعتمدت على الطين كمادة أولية للبناء، ولا زالت إلى يومنا هذا شامخة رغم هجرة السكان لها. بعد الاستقلال بدأ السكان في التنقل إلى البلدة الجديدة أين شيَّدوا مساكنهم الجديدة بالإسمنت، ولم يَعُد أحدٌ يقطن بالقصر القديم، الذي تحوَّل إلى معلم تاريخي وسياحي.