بحث حول تلوث المياه -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

بحث حول تلوث المياه

بحث حول تلوث المياه 


بحث حول تلوث المياه
بحث حول تلوث المياه 

قيمة الماء:

 الماء سر الوجود ونبع الحياة لقوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي)،تلك القطرات الشفافة التي لا طعم فيها  ولا لون . والماء غذاء الروح ولا يمكن العيش من دونه أو الاستغناء عنه حتى ولو لأيام معدودة في حين بالإمكان الاستغناء عن الطعام لمدة شهرين وفي المقابل أن فائدة الماء تفوق فائدة الطعام بنسبة كبيرة.

كذلك تعتبر  التنمية الاقتصادية والإجتماعية مستحيلة بدون مياه، لذلك فإن للقرارات التي يتخذها صانعو القرار في قطاع المياه ، تأثيرات لا تقتصر على الابعاد الاقتصادية فحسب بل تشمل أيضاً وبنفس الدرجة من الأهمية شروط سلامة الانسان وصحته وبقاءه وما يرتبط بهذه الشروط من أبعاد إقتصادية وإجتماعية.
 ولقد كان طلب الانسان على المياه في الماضي قليلاً بالنسبة لمصادرها المتوافرة وحين كانت قدراته التكنولوجية ضعيفة التأثير على البيئة، ولم تكن هناك ثمة مشكلة في تلبية الاحتياجات المائية لمختلف الاستعمالات .
أما اليوم فإن تزايد السكان وزيادة استهلاك المياه وتنامي القدرات التكنولوجية المؤثرة على نحو سلبي على البيئة قد أدت جميعها الى ظهور التنافس على استعمالات المياه وتلوث البيئة. ومن هنا تتضح أهمية المياه بالنسبة للإنسان وخاصة الدور الرئيس الذي يلعبه في حماية البيئة .

تلوث المياه: 


يقصد بتلوث المياه وجود تغيير في مكونات المجرى، أو تغيير حالته بطريق مباشرة أو غير مباشرة بسبب نشاط الإنسان، بحيث تصبح المياه أقل صلاحية للاستعمالات الطبيعية المخصصة لها، سواء للشرب او للزراعة أو للأغراض الأخرى، و هذا يظهر عن طريق تحديد نوعية المياه، و لتحديد نوعية المياه لابد من إجراء اختبارات كيمائية و فيزيائية أو حيوية بهدف تحديد صلاحية المياه.

أدى قيام الإنسان بنشاطاته الصناعية والزراعية والتنموية، والمبالغة في كثير من هذه النواحي  إلى تلوث المياه، وكنتيجة لازدياد هذه الأنشطة، فقدت هذه المياه مقدرتها على التخلص من الملوثات، وبدأت أعراض تلك الملوثات في طرق ناقوس الخطر، حيث تدهور محصول البحار والمحيطات والأنهار، وماتت الكائنات الحية، وانقرض بعضها، وأصبحت المياه في العديد من المناطق والأماكن، غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

يعتبر تلوث الماء من أوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون بمجال التلوث ، وليس من الغريب إذن ( أن يكون حجم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أكبر من حجم تلك التي تناولت باقي فروع التلوث .

ولعل السر في ذلك مرده إلى سببين:

الأول: أهمية الماء وضروريته، فهو يدخل في كل العمليات البيولوجية والصناعية، ولا يمكن لأي كائن حي – مهما كان شكله أو نوعه أو حجمه – أن يعيش بدونه ، فالكائنات الحية تحتاج إليه لكي تعيش، والنباتات هي الأخرى تحتاج إليه لكي تنمو ، ( وقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية، وهو وحدة البناء في كل كائن حي نباتًا كان أم حيواناً ، وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات والتحولات التي تتم داخل أجسام الأحياء،  فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل في التفاعل أو ناتج عنه، وأثبت علم وظائف الأعضاء أن الماء ضروري لقيام كل عضو بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها .

إن ذلك كله يتساوى مع الاية الكريمة التي تعلن بصراحة عن إبداع الخالق جل وعلا في جعل الماء ضرورياً لكل كائن حي، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء /30 .
الثاني: أن الماء يشغل أكبر حيز في الغلاف الحيوي ، وهو أكثر مادة منفردة موجودة به ، إذ تبلغ مساحة المسطح المائي حوالي 70.8% من مساحة الكرة الارضية ، مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم ( الكرة المائية ) على الارض بدلا من من الكرة الأرضية. كما أن الماء يكوّن حوالي( 60-70% من أجسام الأحياء الراقية بما فيها الانسان ، كما يكوّن حوالي 90% من أجسام الاحياء الدنيا) وبالتالي فإن تلوث الماء يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة ذو أخطار جسيمة بالكائنات الحية ، ويخل بالتوازن البيئي الذي لن يكون له معنى ولن تكون له قيمة إذا ما فسدت خواص المكون الرئيسي له وهو الماء.

مصادر تلوث الماء:


يتلوث الماء بكل مايفسد خواصه أو يغير من طبيعته، والمقصود بتلوث الماء هو تدنس مجاري الماء والأبار والانهار والبحار والامطار والمياه الجوفية،  مما يجعل ماءها غير صالح للإنسان أو الحيوان أو النباتات أو الكائنات التي تعيش في البحار والمحيطات ، ويتلوث الماء عن طريق المخلفات الإنسانية والنباتية والحيوانية والصناعية التي تلقي فيه أو تصب في فروعه، كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري إليها بما فيها من بكتريا وصبغات كيميائية ملوثة، ومن أهم ملوثات الماء ما يلي :

1- تحوّل المياه الصالحة للشرب إلى مياه لا تصلح لذلك، وهذا بسبب تعرض الماء لمركبات النترات التي تحوّل الماء إلى أيون النتريا، والذي يعمل بدوره على تسمم الدم.

2- المخلفات البشرية:وتأتي هذه المُخلفات من المصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية مما يغير من خواص الماء الطبيعية وتعرضه للتلوث. 
3- تعتبرالمواد المُشعّة من أخطر أنواع ملوثات الماء وأشدها فتكًا، حيث تصل هذه المواد إلى المياه من خلال القيام بالتجارب الذرية، أوالمفاعلات النووية أو ما يُماثلها.
4- التلوث الطبيعي للماء: وُيقصد به هنا انجراف بعض المواد المُلوِّثة، والفضلات السامة ووصولها إلى مياه البحار والمحيطات والأنهار. 
5-  التنقيب عن مصادر للنفط في مياه البحار. 
6- التخلص من المخلفات والنفايات النفطية عن طريق رميها في الماء.
7- حدوث تسريب للنفط من الآبار الساحلية إلى مياه البحر. 
8- انفجار آبار النفط. 
9- الاستخدام المُفرط للمبيدات الحشرية، حيث تتسرب هذه المواد الكيماوية إلى مياه المصارف، مما يؤدي إلى قتل الأسماك والكائنات البحرية المتعددة.

الخاتمة:

في الوقت الذي فقدت فيه المجاعات والأوبئة كثيراً من قسوتها وضراوتها في إرعاب البشرية، نجد أن تلوث البيئة قد حل محل هذه الأوبئة، وخطورة التلوث هو أنه من صنع الإنسان وأن آثاره السيئة تعود عليه وعلى زراعته وصناعته، بحيث تؤدي في النهاية إلى قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وإلى تغيير شكل الحياة على الأرض، ومن الواجب علينا كمسلمين أن نحاول منع ذلك بشتى الطرق الممكنة، و أن نحاول حماية بيئتنا  عملاً بقوله تعالى : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) المائدة 22

الاسمبريد إلكترونيرسالة