بحث حول الحرية -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

بحث حول الحرية

بحث حول الحرية


مفهوم الحرية:

مفهوم الحرية:
بحث حول الحرية

 في اللّغة:

 الحريّة تعني الخلوص والنقاء، والحر من كل شيء أعتقه، والحُرُ نقيض العبد، والحر من الناس أنقاهم، وأفضلهم، والحرة من النساء: نقيض الأمّة، وجمعها حرائر.

 الحريّة اصطلاحا:

 تعني حق الفرد في عمل كل ما يريد؛ ما لم يضر بالآخرين ولم يمس حريتهم. 

مفهوم الحريّة في الإسلام :

مفهوم الحريّة في الإسلام مفهوم شامل ومتكامل، نابع من نظرة الإسلام المتميزة للحريّة وقيمتها، ومكانتها فيه، وتتجلى معانيها كالآتي:

* نظر الإسلام للحريّة على أنّها نهج وطريق وسبيل حياة قول وعمل، فعندما حرر الإنسان من أوثان الشرك وظلماتها، وأعاد تسويته وتصحيح مساره إلى الطريق القويم وتحرير فكره وممتلكاته من كافّة القيود، فأقام التربية الصحيّة وأنشأ المؤسّسات لتربية جيل جديد جيل قرآني متميز.
*   الحريّة في الإسلام حق شرعي للإنسان أيًا كان دينه وعرقه وجنسه ولونه، ولا صلة لها بكل هذا فهي حريّة في النهج والفكر والعقيدة. 
*   الحريّة في الإسلام ضرورة من الضرورات الإنسانيّة، فهي ليست مجرد حقّ، بل هي تكليف شرعيّ واجب، وفريضة إلهيّة، فالحريّة في الإسلام بلغت مبلغ الحياة في سلم الأولويات.
*  موقف الإسلام من الحريّة موقف عمليّ متجسّد على أرض الواقع، عن طريق ثورات إصلاحيّة بدافع تغيير المجتمعات للأفضل والأحسن.

* جاءت العقيدة الإسلاميّة بهدف تحرر الإنسان من كل الطواغيت وعبوديتهم، إلى إخلاص التوحيد لله سبحانه وتعالى، القادر المنزه عن كل الموجودات، والماديات التي تأسر حريّة الإنسان. 


 مفهوم الحريّة في الفلسفة:

 الإنسان لا يمتلك سوى حريّة واحدة فقط، وهي حريّة الاعتقاد بحريته، وبأنّه حرّ، وكل ما سوى ذلك هو يسير وفق قوانين، وقوى خارجيّة، والحريّة نابعة لديهم من الخطوات الآتية: 
- خضوع طوعيّ لهذه الحتميّة.
- الاعتراف بالحتميّة؛ لأنّها ضرورية وجيّدة. 
- معرفة كاملة بالذات. 
- معرفة كاملة بالقوانين الكونيّة.


مفهوم الحريّة في الفكر الغربي:

 الحريّة عند الليبراليّة: 

هي تحرر الفرد من كل أنواع السيطرة الخارجيّة، سواء التسلّط السياسيّ من قبل الدولة، أو التسلط الاجتماعي، فحريّة الفرد لديهم غير محدودة، في تلبية غرائزه وملذاته بكل الطرق.
 

الليبرتارية:

 الحريّة عندها هي القيمة الأولى من السياسة، وذلك بمعارضة أي إكراه أو إجبار حكومي، ما عدا الأمر الضروري، ومنع الأفراد من إكراه بعضهم البعض.

 الاشتراكيّة:

 هي واقع ملموس يعيشه الفرد وليست مجرد هتافات يتغنى بها فقط، وهدفًا يطمح إلى نيله، بل هي حقيقة موجودة ويتمتع الفرد بحق السعي نحو تحقيق أحلامه وأهدافه دون أي معوقات سواء كانت اجتماعيّة أو اقتصاديّة قسريّة. 

الحريّة عند الماركسيّة:

 وضح ماركس مفهوم الحريّة بأنها تتحقق في حريّة الفرد وركز على حقوق الفرد على حساب الجماعة وحقوقها.

 الحريّة عند روسو:

 هي تطابق إرادة الفرد مع إرادة المجتمع السياسي، إذ إنها مجموع الروابط السياسيّة القادرة على حماية حياة أفرادها وممتلكاتهم، عن طريق تضافرهم وتعاونهم معًا، والسماح للأفراد بتحقيق ذواتهم الشخصيّة.

 الحريّة عند هيغل: 

هي حياة أخلاقيّة مشتركة بين الإرادة والالتزام بالواجب، فهي ليست مجرد شعارات مرفوعة بعيدًا عن الممكنات الاجتماعيّة، فهي تطبيق فعلي لكل هذا الممكنات.

آثار الحرية على الفرد و المجتمع:

معرفة آثار الحرية ونتاجاتها يمكن ان نحدد قيمتها وقدرتها على خلق الإنسان وتربيته، فالحرية تفتح آفاق التفكير وتطلق العقل من الأغلال والقيود وتوفر مناخا جيدا للإبداع والابتكار، مما يؤكد خلاقية الإنسان وفاعليته على صنع الخير والتقدم.

والحرية بالإضافة إلى قدرتها على الإصلاح الإيجابي تبني مجتمعا متوازنا ومتماسكا لأنها تحافظ على الحقوق الفردية والاجتماعية لكل فرد فلا يبقى هناك إحساس بالظلم أو القهر، فالمجتمع مع الحرية تنطبق عليه مجموعة مواصفات إيجابية هامة منها:

* الوحدة والاتحاد وعدم الانشقاق والتشرذم، لان مع احترام الحريات وحرية الآخر سوف يبقي المجتمع متوحدا على مجموعة قواسم مشتركة يدافع عنها ولا يفرط فيها، وعلى العكس من ذلك فان الاستبداد سوف يقود المجتمع إلى الانشقاق والتفكك لأنه يحرم الآخر من ممارسة حقوقه في التعبير والمشاركة، فان: مجرد المحافظة على المظهر الشكلي للاتحاد لا يساوي الثمن الذي يتكلفه الكبت.. والطريق الوحيد للوصول إلى الصواب هو المناقشة الحرة وصعوبة تمييز الصواب من الخطأ في وقت الأزمات إنما يزيد من ضرورة وأهمية الإبقاء على الحرية والتمسك بها.فالحرية تبعد المجتمع عن الفوضى وتؤسس نظاما اجتماعيا راسخا يعتمد على التزام الفرد واندماجه فيه بل ان عدم الحرية يقود نحو الفوضى حيث يسعى كل فرد لتحقيق مصلحته الضيقة والعزلة عن التوحد في المجتمع.

* وكذلك فان وجود الحرية يؤدي إلى قوة الدولة وضمان إطاعة القانون حيث ان القسر والإكراه يجعل من الدولة قوة كابتة ومن القانون حالة تعسفية، ومع وجود الحرية فان الناس يشاركون الدولة في تطبيق القانون باقتناع، ذلك ان: الحرية هي الطاعة لكنها طاعة لقانون نضعه بأنفسنا.. وفي المجتمع المثالي الذي يتألف من أفراد بمستوى المسؤولية قلما يشعر الفرد بوجود القوانين لأنها تتضاءل تدريجيا أمام التزامهم بها من غير إكراه أو إجبار.
فالحرية تعني مشاركة الفرد في إدارة الأمور والمساهمة في صنع القرار وهذا يجعله مدافعا عن الدولة والقانون، اذ كلما: زادت درجة مساهمة المواطن كلما زاد احتمال ولائه لتلك القوانين بحرية غير مقيدة، فعملية استشارته تعطيه إحساسا بأهميته ولسوف يشعر انه اكثر من مجرد شخص يتلقى الأوامر وسيتأكد ان الدولة موجودة لتحقيق أهدافه هو وليس أهدافها الخاصة.
وكذلك فان السلام والأمن سوف يترسخ لان الأجواء الحرة توفر مناخا مناسبا للحوار تسوده المناقشات المنطقية الهادئة والتعبير السلمي للرأي، فالأجواء المتشنجة بالتوتر والعنف والصراع ما هي إلا نتيجة للاستبداد وتقييد مساحات الحرية، فإذا: حدث عنف شعبي فهو دائما لشعور شعبي عميق بالظلم فالرجل العادي لا يمكن دفعه إلى الثورة إلا عندما تكون حكومة الدولة قد خسرت حبه لها، ان تحريم هذه الحرية لا يؤدي إلا لزيادة خطر التهييج لانه يدفعه للعمل في الخفاء.
 ان العنف والثورة صفتان متناقضتان والثورات تفشل لان أولئك الذين يقومون بها ينكرون الحرية على معارضيهم، ولما كان هذا يفقدهم النقد فانهم لا يعرفون الحدود التي يمكنهم ان يعملوا في نطاقها باطمئنان وسلام.

* ولاشك ان أهم الأخطاء التي تقوم بها الحكومات هو قمع الحرية لأنها بذلك تمهد لانهيارها عبر انفجار العنف المكبوت في أعماقها، فطبيعة الناس في الغالب هي طبيعة مسالمة تنأى عن الدخول في أعمال عنف لكن اليأس والإحباط نتيجة لأجواء الكبت والتقييد يؤدي إلى هذه النتيجة التي تحول المجتمع إلى حالة من عدم الاستقرار والتوتر والقلق. 
وعلى العكس من ذلك فان الحرية تؤدي دورا كبيرا في تحقيق السلام الاجتماعي العام لأنها بالدرجة الأولى تحقق الاطمئنان الداخلي للفرد والشعور الدائم بالأمن النفسي والراحة الفكرية، حيث ان حرية الكلام بدون أي قيد يوفر للمتحدث شعورا داخليا بالراحة وإدراكا بذاته وهما عنصران أساسيان لتحقيق ذات الفرد.
* ومع غلبة منطق الحرية في تحقيق الحوار والمشاركة والمداولة والمشاورة فان الكثير من الإشكاليات والسلبيات سوف ترتفع عن مسيرة المجتمع وتتحول نحو التغيير الإيجابي البناء، فعبر الحرية: يستطيع الناس ان يكشفوا عن الفساد وان يوقفوا التجاوزات الطغيانية وان يلزموا الحكومة حدود الميثاق الذي عن طريقه جاء الناس بهذه الحكومة إلى السلطة من خلال الكلام غير العنيف.

الاسمبريد إلكترونيرسالة