جميع المقالات المتعلقة بالعادة والارادة -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

جميع المقالات المتعلقة بالعادة والارادة

جميع المقالات المتعلقة بالعادة والارادة

جميع المقالات المتعلقة بالعادة والارادة
مقالات بالعادة والارادة


الأسئلة الخاصة بدور العادة بين السلب والايجاب :" السلبيات والايجابيات في العادة " الأسئلة : هل العادة تكيف أم انحراف ؟. هل العادة ميل أعمى ؟


طرح المشكلة : مقدمة : يعتبر السلوك من وجهة نظر علم النفس استجابة تكييفيه تهدف إلى تفاعل الكائن الحي مع المحيط الخارجي والحقيقة انه يمكن التمييز بين ما هو فطري غريزي وثابت ، وبين ما هو مستحدث نتيجة تفاعل الفرد مع غيره ومع الطبيعة ، فإذا علمنا أن العادة سلوك مكتسب آلي يتم بتكرار الفعل وأنها تؤثر في السلوك . فالإشكالية المطروحة : ما طبيعة هذا التأثير ؟. وهل هو ايجابي أم له جوانب سلبية ؟

محاولة حل المشكلة :
الموقف الأول: " العادة تحمل اثارا سلبية " يسلم البعض بأنه على الرغم من محاسن العادة ، فان ذلك لا ينفي أن تنعكس آثارها بشكل سلبي ، فقد تنقلب المرونة إلى صلابة . ذلك لان السلطة التي تفرضها قوة العادة على الفرد تؤثر سلبا مما يجعلنا نعتقد بان العادة كلها سلبيات ودليل أصحاب هذا الموقف أن الآلية المجسدة في العادة تشل حركة التفكير وتقضي على روح الإرادة والإبداع كما أنها تعمل على تعطيل حركة البحث حتى قيل : "من شب على شيء شاب عليه "، فالتعود على طريقة ما في التفكير والبحث يسد الطريق أمام الابداع لذا قال روسو :"خير عادة أن لا يتعلم الإنسان أي عادة " ثم إن كانط يرى بان العادات تجعل الإنسان اقل حرية حيث قال : " كلما ازدادت العادات عند الإنسان أصبح اقل حرية واستقلالية " أما ارسطو فقد اعتبرها طبيعة ثانية أما كارل ياسبيرس فيرى:" أن العلماء يفيدون العلم في النصف الأول من حياتهم ويضرون به في النصف الثاني من حياتهم ". فمثلا :على المستوى الأخلاقي تقضي العادة على بعض الصفات الإنسانية مثل أخلاق الشفقة والرحمة كما هو حال المجرم المحترف . وفي هذا يقول سولي برودون جميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشر وبحركاتهم آلات ". أما على المستوى الاجتماعي فتظهر العادة كوعاء يحفظ العادات ما كان صالحا منها وما كان غير ذلك ، ومن هنا يصعب علينا تغيير العادات البالية حتى ولو ثبت بطلانها بالحجة والبرهان مثل "محاربة الأساطير والخرافات "كما تظهر أيضا هذه السلبيات في المجال الحيوي . بحيث يتعود البعض على استعمال أعضاء دون أخرى
النقد "المناقشة " لكن هل يمكننا أن نتصور حياة الفرد دون عادة ؟ وفي الحقيقة إن هذا التصور يحمل جانبا من الخيال وضربا من العبث .فإذا اعتبرناها سلبية فهي أيضا تظل وضيفة حيوية تمكن الفرد من التكيف وتساعده على التأقلم مع الظروف المستجدة ، خاصة إذا أمكن للإنسان كف العادات السيئة
الموقف الثاني "نقيض القضية": " للعادة دور ايجابي" يرى أنصار هذه الأطروحة أن غياب الوعي والإحساس الذي ينتج عن فعل العادة انه يلعب دورا هاما في حياة الفرد إذ يجعله يتكيف مع المستجدات داخل المحيط بكل مكوناته ، حيث يقوم بإعادة الحركات المختلفة ، ويتحرر للقيام بأعمال جديدة فعلى الصعيد الفكري يعتاد الإنسان على ضبط تصوراته وأفكاره منطقيا ، فيعتمد على طرق التفكير وقوانينه ، يقول احد المفكرين : "لا تتمثل المعرفة فيما أفكر فيه ، بل فيما أفكر به " أما على الصعيد الاجتماعي فان ما بتعوده الفرد يجعل من البيئة بيئة مألوفة وبذلك يمكنه التوافق مع أفراد البيئة ، إذ العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع تتخذ آلية السهولة والمرونة . فالعادة من هذا المنظور فعل ايجابي يوفر للإنسان الجهد الفكري والعضلي فيؤدي إلى السرعة في الانجاز مع إتقان العمل مما ينعكس على الإنتاج والفرق واضح في قيمة وكمية العمل عند شخصين احدهما متعود على العمل والآخر مبتدئ فيه كما أن العادة تمكن صاحبها من انجاز أكثر من عمل في الوقت الواحد ، فالضارب على الآلة الراقنة أو الإعلام الآلي يمكن أن يقوم بعمل فكري في الوقت الذي يكتب فيه لان فعل الكتابة آلي يخلو من الانتباه الذهني وفي هذا المعنى قال مودلسي :" لو لم تكن العادة لكان في قيامنا بوضع ملابسنا وخلعها نستغرق نهارا كاملا " ومن مزايا العادة أنها في المجال النفسي تجعلنا نضبط النفس ونكظم الغيظ وفي هذا ذهب كلا من ليفي بويل و دوركايم من أن جميع القيم هي عادات أخلاقية " وملخص الأطروحة إن العادة تنعكس بشكل ايجابي على كامل أبعاد شخصية الإنسان .
النقد "المناقشة :" لكن يمكننا أن نلاحظ أن طبيعة الإنسان الميالة إلى التخلي عن كل ما يتطلب الانتباه والجهد إلى طلب كل ما هو عفوي يجعل اكتساب العادات الفاسدة أكثر من الصالحة ، ثم أن العادة تجعل الإنسان يستجيب آليا وهو ما يعيق عملية الابداع والاختراع والابتكار.

التركيب : إن سلبيات العادة لا يمكن لها أن تحجب كل مزاياها ، وعلى الإنسان المثقف أن يبادر بالتمسك بالعادات الفاضلة وان يتخلى عن العادات السيئة وتسييرها وفق منهجية مرسومة قال شوفا ليي :" لا نستطيع التخلص من عادة برميها من النافذة بل ينبغي جعلها تنزل السلم درجة درجة ". وفي مقابل ذلك يجب على الفرد أن يدرك إن نتائج العادة مرتبطة بطريقة استعمالها والهدف منها . قال شوفا ليي : " أن العادة هي أداة الحياة او هي الموت حسب من هذا المنظور فعل ايجابي يوفر للإنسان الجهد الفكري والعضلي . فيؤدي إلى السرعة في الانجاز مع إتقان العمل مما ينعكس على الإنتاج والفرق واضح في قيمة وكمية العمل عند شخصين احدهما متعود على العمل والآخر مبتدئ فيه كما أن العادة تمكن صاحبها من انجاز أكثر من عمل في الوقت الواحد ، فالضارب على الآلة الراقنة أو الإعلام الآلي يمكن أن يقوم بعمل فكري في الوقت الذي يكتب فيه لان فعل الكتابة آلي يخلو من الانتباه الذهني وفي هذا المعنى قال مودلسي :" لو لم تكن العادة لكان في قيامنا بوضع ملابسنا وخلعها نستغرق نهارا كاملا
الخاتمة : وختاما نقول انه من مزايا العادة أنها في المجال النفسي تجعلنا نضبط النفس ونكظم الغيظ وفي هذا ذهب كلا من" ليفي بويل "و "دوركايم "من أن جميع القيم هي عادات أخلاقية وملخص الأطروحة إن العادة تنعكس بشكل ايجابي على كامل أبعاد شخصية الإنسان .

           

نص السؤال : هل الإرادة ناتجة عن الأحكام العقلية ،أم أنها استجابة للأهواء والعواطف؟

محاولة حل المشكلة : وجود نزعتين مختلفتين:
1- نزعة مادية حسية الإرادة أساسها الغرائز والأهواء والعواطف
2- نزعة عقلية تنظر إلى الإرادة على اعتبار أنها تصدر عن الأحكام العقلية .
طرح المشكلة : "المقدمة": يختلف الإنسان مع غيره من المخلوقات في أشياء عدة ، منها بعض الخصائص العقلية كالإرادة مثلا . والتي جعلته بخلاف الحيوان يستطيع التكيف مع عالمه الخارجي وينبذ بذلك كل أشكال الأهواء والغرائز ، وهذا ما جعل الجدل يحتدم بين الفلاسفة والمفكرين ، متسائلين عن مفهوم وطبيعة الإرادة . فكان سؤالهم: هل الإرادة خاضعة للميول والرغبات النفسية أم أن للأحكام العقلية دخل في ذلك ؟
محاولة حل المشكل :
الموقف الأول: " العادة فعل ينتج عن الاهواء والميول "يرى أنصار النزعة الحسية أمثال كوندياك بان الفعل الإرادي ليس سوى محصلة من محصلات الرغبة بل هو الرغبة بعينها يقول كوندياك في هذا الصدد :" ليست الإرادة انعكاس لرغبة مطلقة بلغت منا حتى اعتقدنا بان ما نرغب فيه يبقى رهين قدرتنا " وهذا لان الإنسان كائن طبيعي ، وبما انه كذلك فان صوت الطبيعة هو من يحركه ، وما الإنسان إلى صدى لهذا الصوت فلو حللنا الإنسان لوجدناه عبارة عن حزمة من الراغبات ولهذا أضاف كوندياك قائلا:" الميول والرغبات والعواطف تجسد غريزة لحفض البقاء التي هي الجوهر الرئيسي والمنطلق الأوحد لكل إرادة ".
المناقشة :" نقد" هل نستطيع التسليم بالقول بأن الإرادة هي محصلة حزمة من الرغبات ؟. وهل تستطيع الرغبات أن تصنع إرادة في غياب الوعي؟. فإذا كانت الرغبة سوى حلم في طريق التحقق ، فان الإرادة اختيار منجز. فمثلا الإنسان عندما يرغب في أمر ما فان هذه الرغبة لا تعبر عن الحقيقة لان التجسيد العقلي هنا في مرحلة غياب ، ثم انه يجب على الإرادة أن تكون مصحوبة بالعزم والرغبة وإلا كانت وهما من أوهام الرغبة
الموقف الثاني: "نقيض القضية" : " العادة فعل يصدر عن طبيعة العقل " يرى أنصار النزعة العقلية بأنه لا يمكن أن نتصور فعل أرادي يخرج عن الأحكام العقلية أو الذهنية . ذلك لان الإرادة هي :" القصد إلى الفعل أو الترك مع المعرفة والوعي بمختلف الأسباب الدافعة لذلك وفي هذا الصدد يقول سبينوزا :" إن الإرادة ضرب من ضروب التفكير ، فهي والعقل شيء واحد" وما دامت الإرادة والعقل شيء واحد فان هذا يدل على أن الحيوان له ردود أفعال انفعالية وليست إرادية ، مادام الفكر هو أرقى تجليات الإرادة ، ولذا قيل :" لا يكون الفعل إراديا إلا إذا ثبتت صحة إمكانه "
المناقشة :"النقد": لكن نلاحظ أن الانفعالات هي التي تجعل العباقرة يبدعون . وهو ما عبر عنه براغسون حينما قال :" إن الأبطال والقدسين لا يبدعون في حالة جمود الدم بل يتخيلون الفروض المثمرة في جو ديناميكي تتلاطم فيه الأفكار وتتلاشى " كما ذهب سارتر هو الأخر إلى الاعتقاد بان الإرادة وحدها تستطيع أن تميز بين الخير والشر وليس العقل هو من يقوم بذلك.
التركيب : وعموما إن الإرادة ليست فعلا طبيعي أو نفسي أو ثقافي بل هي فعل ينبثق عن الإنسان مجتمعا ، ذلك لأنها عبارة عن كيفيات شعورية وهي حالة من الديمومة . وهو ما أكد على براغسون.
الخاتمة : وخاتمة قولنا أن الإرادة نتاجها القرارات العقلية التي قد يدعو إليها الواقع العيني ،لان الإرادة التي لا تتجسد ما هي إلا سوى رغبة جامحة لكن لا تتحقق ومنه فالإرادة في طبيعتها تجمع بين العمق الطبيعي للإنسان والبعد العقلي لان الإرادة بدايتها الدوافع ونهايتها القرارات العقلية .

العادة والإرادة 

علاقة العادة بالإرادة

السؤال :"العادة سلوك نمطي آلي والإرادة فعل واعي حر" . قارن بين المفهومين .

الطريقة مقارنة :

طرح المشكلة : "المقدمة": من طبيعة الإنسان أن يبحث عن التكيف والمرونة لمسايرة الظروف المختلفة ، وهذا ناتج عن التغير الذي من خلاله يضبط له سلوكه ، ذلك لان السلوك الفطري الغريزي عاجز عن تحقيق التأقلم والتكيف . إلا أن هناك سلوك مكتسب غير انه لا يكفي، مما جعله أحوج للإرادة لجعله أكثر ملائمة مع الأوضاع والظروف ، وبهذا نعني إن الإرادة قصدية تنزاح إلى الفعل أو الترك مع معرفة الأسباب والدواعي ومن هذا يتجلى لنا الفرق بين المفهومين، فإذا كانت العادة سلوك الرتابة والآلية ، فان الرادة سلوك الحرية . فما هي الميزة الموجودة بينهما ؟ وفيما يتفقان ويختلفان؟.
أوجه الاختلاف: تختلف العادة عن الإرادة كون الأولى طبيعة ثانية على حد تعبير أرسطو ومن خصائصها الآلية والتسلسل وهي تشبه الغريزة إلى حد ما ، وذلك لخلوها من الشعور والوعي. بينما الإرادة سلوك يتصف بالوعي والاختيار وهي فعل متجدد باستمرار ، في حين أن العادة سلوك متحجر يجعلنا بشر بوجوهنا وآلات بحركاتنا وهذا ما عبر عنه الفيلسوف الفرنسي برودوم:" إن العادة تجعلنا بوجوهنا بشر وبحركاتنا آلات "ذلك لأنها تعيق التكيف ، بينما الإرادة تدعو إلى التجديد أي هي حركية ديناميكية أساسها التقرير والعزم . أما العادة فهي سلوك خاضع لقوانين التداعي فهي فعل متسلسل مرتبط بالجسم خالي من المبادرة ، بينما الإرادة نشاط نفسي من خصائصها المبادرة
أوجه الاتفاق : كل منهما يجعل الإنسان يساير الظروف الخارجية إذ هما أداتان لتحقيق التكيف، كما قد يشتركان في توجيه السلوك الإنساني ،إن لكل من العادة والإرادة وظيفة أساسية وهي المحافظة على بقاء الإنسان وانسجامه مع البيئة سواء الطبيعية أو البيولوجية أو الاجتماعية . كما أن كلا منهما يتأثر بالمناخ التربوي الثقافي ، العادة آلية يكتسبها الفرد من اجل تنظيم السلوك وجعله يحقق التكيف والاندماج مع كل المستجدات ، بينما الإرادة نشاط ذهني مصحوب بالوعي وهو مصدر لجميع فعاليات السلوك مما يعل الفعل ينزح إلى التجديد والتكييف
طبيعة العلاقة بينهما :"التداخل": إن العلاقة الموجودة بين العادة والإرادة علاقة تأثير وتأثر. ذلك لان الفعل الإرادي لكي يتحرر يجب أن تكون هناك عادة ترسخه لان العادة ليست سوى إرادة متوفرة بحسب الفيلسوف بول ريكو، كما انه لاكتساب العادة يجب أن تكون إرادة وإلا فكيف نرغب في التعلم؟ وصدق وليام جيمس حين قال:" تستطيع أن تاحذ الفرص إلى النهر لكن اعلم انك لا تستطيع إرغامه على الشرب ".
الخاتمة : حل المشكلة : وفي الأخير يمكننا أن نستنتج بأنه وعلى الرغم من ارتباط العادة بالإرادة ، ورغم التداخل الموجود بينهما ، فان غياب الإرادة يجعل من العادة فعل متحجر، كما أن غياب العادة عن الإرادة يجعل منها سلوك مضطرب وفي الختام نقول : تبقى العادة سلوك إلي نمطي روتيني غير واعي وغير شعوري ، بينما الإرادة فهي فعل يتصف الحرية والوعي والتجديد والقصد .

كيف نقارن بين العادة والغريزة ؟

الأسئلة الاحتمالية : هل في الإمكان إحداث ترابط بين العادة والغريزة ؟

هل نستطيع أن نميز بين العادة و الغريزة من حيث وجود علاقة تربطهما ؟

الطريقة مقارنة :
طرح المشكلة : لا نختلف إذا اعتبرنا السلوك استجابة تهدف إلى تفاعل الكائن مع المحيط الخارجي ومن هذا قد نرى بضرورة التمييز بين ما يعرف بالعادة والغريزة ، فإذا كانت العادة هي: اكتساب قدرة ما لأداء عمل بطريقة آلية مع مراعاة السرعة والدقة في الانجاز ، فان الغريزة دافع حيوي يوجه نشاط الإنسان إلى كل ما هو ملائم . وإذا اعتبرنا العادة سلوك يكتسبه الإنسان بفعل التكرار ،فان الغريزة هي ما يعرف بنمط هذا السلوك الذي يسير فطريا . ومن هذا نتساءل : ما العلاقة بين العادة والغريزة ؟ وما هي مواطن الاتفاق والاختلاف بينهما ؟.
محاولة حل المشكلة :
مواطن الاتفاق : العادة سلوك استقراري تتميز بالثبات وهي حالة دائمة ، أما الغريزة فهي تشترك معها في الآلية والثبات ، إن ميزة العادة الثبات والرسوخ مثل الغريزة تماما لا تتغير بسهولة ذلك لان الإنسان عندما يقوم بتكرار الفعل فان هذا الفعل يرسخ وبالتالي يصبح عفوي آلي شبيه بالغريزة من حيث الآلية الغريزة هي فعل نمطي ثابت عند أفراد النوع لا يتغير عبر الأزمنة إذ هو يتماثل نسبيا مع العادة كما أنهما يتصفا بالاستجابة والسهولة .
مواطن الاختلاف :أن حقيقة الاختلاف الموجودة بين العادة والغريزة هي كون العادة فعل ينبثق من الاكتساب بينما الغريزة فعل وراثي ، العادة بحاجة إلى الاكتساب والمهارة لتعلمها بخلاف الغريزة التي هي فعل وراثي يقوم به جميع أفراد النوع الواحد ، إذ هي فعل ينجم من غير خبرة ولا تعلم كما انه لا يهدف إلى غاية ولا يحتاج إلى الوسائل المؤدية إليها بينما العادة هي القدرة على أداء العمل مع الدقة والسرعة والاقتصاد ، الغريزة لا تحتاج إلى تدخل العقل وحضوره بينما العادة لا تكون إلا إذا كان العقل العادة متنوعة ومتعددة فمنها الاجتماعية والأخلاقية والحركية والعقلية بينما الغريزة واحدة لا تتعدد كما أننا في تعلم العادة نحتاج إلى الانتباه والتركيز بينما الغريزة لا تتطلب ذلك ، الغريزة لا تعترف بالتجربة ولا تستدعيها العادة تتطلب الذاكرة والوعي والإدراك وتستدعي الشعور، الغريزة فعل قبلي بينما العادة فعل بعدي.
طبيعة العلاقة بينهما : تتمثل طبيعة العلاقة الموجودة بينهما في أن العادة والغريزة يعبران عن النشاط الإنساني ومن خلال هذا التداخل قد يتعذر علينا الفصل بينهما إذ العادة والغريزة مترابطتان ومتداخلتان لذا قال أرسطو:" العادة طبيعة ثانية " ويرى علماء التطور "بان الغريزة تشبه العادة الوراثية "
الخاتمة : نتفق على أن الغريزة تشكل جزءا كبيرا من السلوك الإنساني بينما العادة تشكل جزءا آخر من سلوكا ته ومنه نستنتج : أن الكانسان يعتمد على كلا منهما في تحقيق غاياته في الحياة ومحاولة التكيف مع المواقف الطارئة

العادة والإرادة

هل العادة سلوك ذهني يرتبط بالنفس أم وظيفة مادية ترتبط بالجسم ؟

طرح المشكلة : المقدمة : إذا كانت العادة هي القدرة المكتسبة على أداء العمل بطريقة آلية وإذا علمنا أنها لا تتم إلا بتكرار الفعل كما أنها ذات تأثير على السلوك ، إما ايجابيا أو سلبيا بالإضافة إلى أنها تختلف عن السلوك الفطري الغريزي الثابت ، كما تمتاز بالحداثة نتيجة تفاعل الفرد مع غيره فان هذا الفعل الآلي هو ما جعل الفلاسفة يختلفون حول ما إذا كان فعل العادة سلوك ذهني يرتبط بالنفس أم مرده إلى وظيفة مادية مرتبطة بالجسم. وهذا ما يقودنا إلى طرح التساؤل التالي : هل العادة سلوك يرتبط بالجسم أم بالنفس؟ بعبارة أخرى . هل السلوك العادي سلوك ذهني أم انه فعل مرتبط بالجسم؟
محاولة حل المشكلة :
الموقف الأول: " العادة سلوك مرتبط بالجسم" يرى أنصار الموقف الآلي أن العادة سلوك يرتبط بالجسم ذلك لان العادة فعل يتولد نتيجة التكرار. كما قال أرسطو:" العادة وليدة التكرار" كما أن ديكارت بنا أفكاره على نفس المنحى الأرسطي ،إذ اخذ بنفس الفكرة حيث اعتقد بان العادة " شبيهة بالثنية أو الطية " والدليل على ذلك ما أكدته بعض التجارب العلمية وهي أن العادات ما هي إلا نتاج تفاعل أثار بيولوجية تنتج من خلال الأعصاب ، ثم إن المنعكس الشرطي ما هو إلا امتداد للمنعكس الطبيعي في عملية التعلم كما يرى قانون جوست . أما عن العالم ماك دوقال فقد قال :" العادة ليست سوى مجموعة منظمة من الآثار المترابطة في الجهاز العصبي". كما علل العادة تعليلا فيزيولوجيا حيث اقر بان العادات المكتسبة ، ما هي إلا نتاج عصبي، أما جيمس فرأى بان العادة تترك في جميع الكائنات الحية أثرا ماديا فيزيولوجيا ، إذ لكل مثير استجابة آلية وهذا بحسب بافلوف حيث تساءل عن ظروف تكون حقيقة المنعكس الشرطي ليبين بعدها أن الشرط الأساسي في ذلك هو أن يقترن المؤثر الخارجي بالمثير المطلق اقترانا زمني .
النقد "المناقشة : لكن إذا نظرنا إلى ما يُعاب في تحليل هذه النظرية وجدنا أنها تنظر إلى الإنسان والكائن الحي بصفة عامة نظرة آلية وهو ما يجرد الكائن الحي من إنسانيته ويجعله في مصف الآلات . ثم أين دور الشعور والانتباه؟ وهل يمكننا أن نعتمد على وظائف الأعصاب حتى نفسر نشاط ذهني ؟ لكن في الحقيقة قد بين قانون جوست بطلان هذه النظرية وفسادها فلو سلمنا بصحتها لكان التكرار لا يعود إلى الفواصل الزمنية
نقيض القضية :الموقف الثاني : العادة سلوك مرتبط بالعقل " ينظر أنصار هذه النظريةلا إلى العادة بأنها سلوك مرتبط بالفاعلية الذهنية اشد الارتباط لأنها حالة نفسية تقوم على التغير الناتج عن حقيقة الفكر الانساني ، والدليل على ذلك ما أيدته النظرية الجيشطالتية حيث تبين أن اكتساب العادات ناتج عن تكرار الفعل مع دخول بعض التعديلات عليه بغية تحسينه ومرونته ، ثم إن العادات والطقوس التي يمارسا أهل الصوفية، لم تكن حركية جسمية. بل ناتجة عن تفاعل نفسي وهو الأخر دليل ولعل ابلغ تعبير عن ذلك ما قاله فون دوفلت :" إن الحركة الجديدة ليست تجميع لحركات قديمة فهي زيادة وتنظيم" ثم أن العادة هي التقاء الروح بالمادة "الفكرة والتمرينات ". كما أن مين دوبيران قد ميز بين العادات المنفعلة والعادات الفاعلة وبهذا تصبح الفكرة جسما والرادة طبيعة .
النقد "المناقشة: لكن الملاحظ هنا أن الموقف الذهني تجاهل حقيقة البعد المادي "البيولوجي" بحيث اعتبر العادة شيء مجرد وتجاهل بذلك حقيقة العادة فهي عبارة عن جملة تهيؤات أعدتها لنا الغريزة ، ثم أننا أذا اعتبرنا العادة وليدة الإرادة فإننا نحجرها ونجعل منها عنصر متصلب كونها وليدة الإرادة وهذا غير صحيح .
التركيب : وعلى العموم من ذلك وجب علينا التمييز بين نوعين من العادات ، عادات منفعلة وأخرى فعالة بحيث الأولى لا تكون تابعة لسلطان العقل بينما الثانية أساسها المراقبة العقلية ولا تميل إلى التكرار والثبات ويكونا الذاكرة والإرادة هما المتحكمان فيها إذ من خصائصها التمييز
الخاتمة : وفي الأخير يمكننا أن نختم مقالنا بالاستنتاج التالي : أن العادة سلوك خاضع للمراقبة وفاعلية عقلية ، فهي ليست استجابات آلية ناتجة عن فعل التكرار فهي محصلة تفاعل وتشابك بين البعدين "البعد النفسي والبعد البيولوجي" .

مقالة: حول علاقة الذاكرة بالعادة المستوى :

الأسئلة :هل من الممكن إيجاد تماثل بين الذاكرة والعادة ؟
ما علاقة الذاكرة بالعادة ؟

الطريقة مقارنة :

طرح المشكلة :"المقدمة" : إذا كانت الذاكرة وظيفة نفسية تتمثل في استعادت حالة شعورية مع التعرف عليها من حيث هي كذلك فان العادة استعداد دائم دواما نسبيا يكتسبه الإنسان لإنجاز عمل من نوع واحد ، وهذا ما جعل الإنسان يستخدم ماضيه ليستفيد منه بغية التكيف مع العالم الخارجي، إذ لا يدرك كل ما هو جديد إلا بالرجوع إلى مرآة الماضي ، وفي حديثنا عن التذكر نجد نوعين : احدهما إرادي بينما الثاني عفوي ، وهذا الجانب الأخير هو ما تشابه علينا بالعادة . وعليه جاز لنا أن نتساءل : ما طبيعة العلاقة الموجودة بين الذاكرة والعادة ؟. وبما يتميز كلا منهما عن الأخر ؟
محاولة حل المشكلة :
أوجه الاتفاق :إن المتتبع لمواطن التداخل بين الذاكرة والعادة يجد التشابه بينهما في كون. العادة ترتبط اشد الارتباط بالجهاز العصبي وذلك من حيث الحركة، ثم إن هنري براغسون يقر بوجود الذاكرة العادة . وهي التي تُعرف بالذاكرة " الجسمية الحركية كما أن لكل منهما تأثيرا في السلوك الإنساني ومن سلبيات هذا التأثر " تذكر الماضي المؤلم "كما أن كلا منهما يعمل أحيانا على إعاقة عملية التكيف مع الحاضر ، كلا منهما يساعد على تذكر بعض السلوكيات الطائشة والتي لا نرغب فيها صالا . ومن جملة محاسنهما أنهما يعملان على سهولة التكيف مع العالم الخارجي ، كما قد نعتبر كلا منهما أساسيا في عملية التلقين والتعلم والاستجابة للمنبهات في انجاز الأعمال . ضف إلى أن كلا منهما يحتاج إلى جملة من الفعاليات العقلية "كعاملي "الإدراك والشعور
أوجه الاختلاف : يختلف مفهوم الذاكرة عن العادة في كون الأولى لها ارتباط بالماضي . كما تتصل مباشرة بالشعور وهي التي تجعل الكانسان يساير الحاضر في رحاب الماضي ، وفي هذا صرح لالاند قائلا :" إن الذاكرة وظيفة نفسية تتمثل في إعادة بناء حالة شعورية ماضية مع التعرف عليها من حيث هي كذلك "أو هي : " القدرة على إحياء طاقة شعورية تكون قد مضت وانقضت " وهذا لان " العادة وليدة التكرار ". هذا ويُضاف إلى أن الذاكرة مرتبطة بالتخيل مما جعلها تتحد بالذاكرة ، فإذا كانت الذاكرة فعل أولي ، فان العادة فعل إلي ، العادة روتينية في طابعها ، بينما الذاكرة يغلب عليها التركيز والانتباه.
طبيعة العلاقة بينهما : وتحديدا للطبيعة الموجودة بينهما يمكننا أن نقول: إن العادة والذاكرة يعبران عن صورة الكانسان في تشكيل أفعاله الإرادية والعفوية، فقد يحصل وان نتخلص من بعض العادات ، فتصبح ذكرى ،كما أن الذاكرة بوظيفتها النفسية لا يمكن الاستغناء عنها لان طابعها الاجتماعي تتداخل فيه المفاهيم ، كالتفكير واللغة ومن ضمنها العادات وهو ما يجسد التعاون بين الذكريات .كما أن بعض الذكرى تتحول الى عادة والعادة تتحول غالى ذكرى
الخاتمة : حل المشكلة " وخاتمة" القول نستنتج: أن كل من الذاكرة والعادة ضروريان في تشكيل الحياة النفسية والعملية للإنسان ذلك لأنه بواسطتهما يستطيع التكيف والتأقلم مع كل المستجدات اليومية.




هل التكيف مع الواقع يتحقق بالعادة ام بالإرادة؟.

طرح المشكلة :"مقدمة": يحاول الانسان جاهدا تحقيق التكيف والانسجام مع عالمه الخارجي ولا يتسنى له ذلك الا بوسائط منها . ما يعرف بالعادة والارادة رغم الاختلاف الحاصل بينهما اذ العادة استعداد يكتسبه الانسان نسبيا لينجز عملا من نوع واحد ، لكن الارادة هي وعي الانسان بالأسباب قصد الاقبال على الفعل او الترك ، ولعل هذا التمايز هو ما جعل الاختلاف قائما بين جمهور الفلاسفة حول ما اذا كان الانسان يحقق التلاؤم مع الواقع بطريق العادة او بطريق بالإرادة . وهو ما يدفعنا الى السؤال التالي : هل يتحقق للإنسان التلاؤم مع واقعه عن طريق الافعال الالية التكرارية ام عن طريق الاحكام الذهنية ؟ بعبارة اخرى هل يحصل التوافق مع العالم الخارجي عن طريق العادة ام الارادة ؟
محاولة حل المشكلة:
الموقف الاول : "يحقق الانسان التكيف مع واقعه والعالم الخارجي عن طريق العادة" 
يرى انصار المذهب المادي ان الانسان يحقق التكيف مع العالم الخارجي بطريق العادة ، ذلك لكونها سلوك يتميز بالرتابة والنمطية . اذ هي شبيهة بالغريزة لان الالية هي الشيء المشترك بينهما وهذا ما جعل ارسطو يعتبرها طبيعة ثانية لأنها هي الثبات المتكرر اي انها ثابتة ومتكررة ، ولعل ما يدل على ذلك مختلف الحركات الخارجية التي تعبر عن الجانب الفيزيولوجي للإنسان والشاهد على ذلك التجارب التي قام بها انصار المدرسة السلوكية بزعامة واطسن وبافلوف " ان السلوك البدائي للطفل راجع الى فعل التعود والتقليد ". وهذا ما يفسر دور العادة في احداث ما يعرف بالتوازن سواء تعلق الامر بالفرد او بالمجتمع ، كون هذه الاخيرة انواع منها العادة البيولوجية ، ومنها النفسية ، ومنها الاجتماعية كما يضاف الى ذلك عامل التحفيز والاهتمام والتركيز . كما ان الانسان يتعلم آداب التعامل من خلال العادة .
المناقشة " النقد": لكن الشيء اللافت للانتباه هو انه برغم المزايا المتعددة للعادة ، فإنها لا تخلو من سلبيات ، ذلك لأنها تجعل من الانسان الة مبرمجة ، وكانه يقوم بالفعل غريزيا وبشكل نمطي ، وبالتالي لا يستطيع مجارية المستجدات والمواقف الطارئة . مما يجعلها تجرد الانسان من الشعور والوعي وكانه دمية في يد شخص . ثم ان الحكمة تقول : " من تعود على شيء صار عبدا له ". فالعادة بقدر ما هي افادة لكنها ابادة ، اذ الإرادة هي من تقوم الانسان وتعطي له انسانيته.
        

نقيض القضية : الموقف الثاني : " الارادة هي من تحقق التكيف مع الواقع" 
يرى انصار النزعة الذهنية ان الانسان يحقق التكيف مع الواقع عن طريق الارادة ، لكونها فعل واعي حر، وهي تعبر عن العقلانية المتسامية للإنسان ذلك لان الانسان كائن القيم يبدع ويجدد ، وما يثبت ذلك ان الارادة تمكن العقل من السيطرة على جميع الميولات من عواطف واهواء . لان الارادة فعل ذهني هادف ، وتصميم لمختلف الاهداف الانسانية فالإنسان جوهر وجوهره الارادة على حد تعبير شوبنهاور ، وما العقل الا اداة مساعدة للإرادة بقدر ما يكون الانسان عاقل بقدر ما يكون يتمتع بالإرادة . هذا ما اكد عليه الذهنيون وفي هذا الصدد كتب الفيلسوف موني قائلا :" لا يمكننا ان نعتقد بكون الانسان شيئا او موضوعا ما دام متميز بالإرادة والشعور" . كما اكد على هذا ايضا شارل حينما صرح بقوله :" الارادة والعقل من الهيبات الرائعة التي اهدانا اياهما المجتمع". ويضاف الى ذلك ان الارادة تعمل على تنمية سلوك الافراد والجمعات وهو ما الهم جمع من الفلاسفة الذهنيون بالقول :" ان الارادة عامل حيوي يساعدنا على التكيف والتماشي مع المستجدات ويبعدنا عن الرتابة والالية ".

النقد والمناقشة : لكن الا يمكننا ان نتساءل . هل نستطيع بالإرادة ولوحدها ان نسمو الى كل التطلعات ونتكيف معها دون عادة ؟
يعتقد ابن سينا ان العادة تسبق الارادة من حيث الزمان والا كيف نفسر ترسيخ الفعل ما لم تكون هناك عادة راسخة ؟. ثم ان نتشه يعارض استاذه شوبنهاور حينما اعتبر ان العادة مقترنة بالحياة.
التركيب : من خلال ما سبق ذكره يمكننا ان نوفق بين الموقفين ، ذلك لأنه لا غالب ولا مغلوب فالسمة الغالبة هي التكامل بين المفهومين ، وهو ما تجلى لنا واضحا من خلال الانسجام والتفاعل الوظيفي الحاصل بينهما برغم الاختلاف والتباين . والراي السديد هو ما اكد عليه العلماء من ترابط وتداخل بين الجسم والعقل ، حيث بينوا ان الارادة لا تكتمل الا بالعادة والعكس صحيح.
الخاتمة : وختاما لما جاء في مقالنا نستنتج ان كلا من العادة والارادة يعبران عن مفهومين اساسيين يساعدان على التكيف والانسجام برغم الاختلاف والتباين ، ومنه نخلص الى ان الانسان لا يحقق التلاؤم والتوازن مع العالم الخارجي . الا اذا اجتمعت العادة مع الارادة

الاسمبريد إلكترونيرسالة