بحث حول الشهيد سويداني بوجمعة -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

بحث حول الشهيد سويداني بوجمعة

بحث حول الشهيد سويداني بوجمعة

بحث حول الشهيد سويداني بوجمعة
رحم الله الأبطال

مولد سويداني بوجمعة ونشأته:

سويداني بوجمعة أحد رموز الثورة التحريرية المظفرة الذي ملأ حياته بالتضحيات والجهاد ضد العدو الفرنسي البغيض، حيث كان له دور في إنطلاق الثورة، ونموذج للثوري المترس والمخطط البارع الذي أذهل العدو، والجندي المقدام في الميدان.

 هذا البطل من مواليد العاشر من شهر جانفي 1922م كانت ولادته في مدينة قالمة، وكان أبوه يدعى لخضر بن علي، وقد إختلفت الروايات حوله فمنهم من تشير إلى أنه توفي، وأخرى تؤكد هجرته إلى فرنسا من اجل لقمة العيش ولم يعرف مصيره بعدها.

وأرجح الروايات أنه هاجر إلى فرنسا وكان عمر سويداني آنذاك لايزيد عن أربعة سنوات،مما جعل أمه منافقة بنت الطيب عبادلية، تتكفل به، فأحاطته بعطفها وحنانها وضّحت بكل ما تملك من وقتها وجهدها في سبيل تربيته وتنشئته تنشئة صالحة سوية.
نشأ سويداني بوجمعة يتيما في أسرة ريفية متواضعة الحال بقالمة، الأمر الذي جعل الشاب ينشأ وهو يواجه مصاعب الحياة منذ طفولته المبكرة.
لكن على الرغم من هذا الوضع الأليم الذي آل إليه وضع الأسرة إلا أن شجاعة الأم وكبرياءها وقوتها منعاها من الإستسلام لمصاعب الدهر، حيث كانت ترى فيه أملها الباسم وعناءها المشرق لذلك أقدمت على إدخال إبنها إلى المدرسة الإبتدائية، غير أن المستعمر الفرنسي كان يخلق عراقيل ومصاعب جمة للتلميذ.
ومن ثم واجه الشهيد سويداني بوجمعة أعباء الحياة وحيدا بإعتباره وحيد الأسرة.
فأصبح مرغما على البحث عن أية وظيفة، وبعد جهد جهيد ألقت به الأقدار للعمل بمطبعة أحد المعمرين الفرنسيين "إتياس" الواقعة في شارع (Ecoule de guelma) (شارع زعدودي حاليا)، حيث ظل يعمل بها إلى غاية 1942 وبعد ذلك إنتقل للعمل في مطبعة الأسنة EMAL DANAN (إيمال دنان) الكائنة بشارع NEGRIER (نيقري) شارع سليماني حاليا.

تزوج سويداني بوجمعة 1942 من إحدى بنات قالمة، تدعى دودي الحجلة بنت رابح، والدها دودي رحال وكان يسكن بشارع البساتين بقالمة.
وقد أنجبت له زوجته بنتا وحيدة 1943.
كان سويداني بوجمعة أثناء ذلك يلاحظ بفكره الثاقب وفطرته الصافية مدى الجور ومظالم الإستعمار التي فرضها على أبناء المستعمرات، حيث كان يكشف عنصريته وحقده عليه وعلى العمال الجزائريين عامة.
ومما لاشك فيه أن كل ذلك ساهم وبشكل واضح وجلي في تغذيته وترويده بالحس الوطني وكان ذلك سببا من أسباب إلتحاقه بصفوف الحركة الوطنية ونعني بذلك حزب الشعب الجزائري.

مسيرته الدراسية:

عند تتبع مسيرة ومراحل دراسة سويداني بوجمعة توجب علينا وبالضرورة التعرض ولو بصورة موجزة على وقع التعليم أثناء تلك الفترة ونعني بذلك العهد الكولونيالي، وهذا الواقع المر الذي فرضته البرجوازية الفرنسية على الشعوب التي إحتلتها بغية إعداد جيل من الأميين والجهلى وذلك لتبقى دائما تحت الهيمنة والسيطرة الإستعمارية وهذا من اجل جعلهم خدما وعبيدا للسلطة الإستعمارية. وفي هذه الظروف الصعبة بدا سويداني بوجمعة حياته العلمية.
ولما كان سويداني بوجمعة من عائلة فقيرة وذات دخل ميسور، فضلا عن ذلك أن والده لم يكن معه، فإن والدته وإيمانا منها بان خير الزاد هو العلم والثقافة اللذان تحصن بهما ولدها، فإنها قامت بإلحاقه بالمدرسة الإبتدائية الفرنسية، حيث نال منها قسطا من التعليم الإبتدائي وكانت هذه المدرسة تعرف بالامبيير Ecole de lambert .

والتي تعرف في وقتنا الحالي "بإكمالية محمد عبدو" وهناك تحصل على الشهادة الإبتدائية باللغة الفرنسية.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي كان يعاني منها سويداني بوجمعة، إلا أنه أظهر نوعا من الفطنة والذكاء والتفوق بين زملائه واقرانه، الأمر الذي سمح له بالإنتقال إلى المرحلة الثانوية، حيث تمكن أثناءها من الحصول على القسم الأول من شهادة البكالوريا.
وقد كان سويداني طوال فترات تعليمية مثال الطالب الجاد المتميز صاحب الشخصية القوية، حيث كان يتمتع بأخلاق جد رفيعة،و إمتاز عن أصدقائه بالتواضع والبساطة حتى أطلق عليه إسم كوكو.
وعلى الرغم من ذلك فإن قساوة الظروف من جهة وعنصرية الإستعمار من جهة أخرى فرصت عليه التخلي عن مقاعد الدراسة ليدخل بعد ذلك مرحلة الحياة العملية في سن مبكرة، عندها بدا البحث عن عمل، علما انه إستغل وظيفته لخدمة القضية الوطنية.
حيث عمل على تهريب حروف الطباعة وإرسالها إلى المكلفين بعمليتي نسخ وطبع جريدة الأمة.

التي كانت تصدر بطريقة سرية، على جانب إلصاق المناشير في الساحات العامة خفية عن أعين الإستعمار علما أن كل ذلك لم يكن يتم في وضح النهار حتى لا يتمكن الإستعمار من كشف أسرارهم وتبقى الأمور تجري بطريقة سرية ومنظمة.

إنخراطه في العمل السياسي:

بدا سويداني بوجمعة حياته السياسية مبكرا، فالظروف التي مر بها منذ نعومة أظافره، وإحتكاكه المستمر بالمعمرين بحكم مجاورته لهم من جهة وطبيعة عمله كمطبعي جعله يلمس الواقع البغيض الذي يعانيه هو وأبناء شعبه، وما يتعرضون له يوميا من ظلم وعنصرية، نمى فيه الشعور بالحقد والكراهية للإستعمار فإنضم لعدة جمعيات وطنية ومن بين هذه الجمعيات:الكشافة الإسلامية، جمعية الترجي القالمي.

إنخراطه في حزب الشعب الجزائري:


إنخرط سويداني بوجمعة في حزب الشعب الجزائري وشجعه على ذلك حسب المناضل الساسي بن حملة رئيسه في العمل احمد جلول.
حيث كان سويداني يستمتع دائما لحديث الرجل ويتشبع بالدروس التي يعطيها له في مفهوم الوطنية، ومع مرور الوقت توثقت العلاقة بين سويداني وأحمد بن جلول حتى أصبح ملازما له وحافظا لأسراره، بل كان سويداني يوفر القطع والعتاد اللازم للطباعة لإخراج وطبع نشرية سرية بعنوان.
ويفصل نشاطه وهمته أصبح مؤهلا لقيادة فوج ليتولى لاحقا قيادة فرقة بكاملها من المناضلين.

سجنه الأول:

في عام 1943 وبسبب بعض الإجراءات العنصرية التي إتخذتها السلطات الفرنسية فيما يخص منع الجزائريين من دخول دور السينما يومي السبت والأحد المخصصين للفرنسيين، نظم مظاهرة في شوارع مدينة قالمة وضمت حوالي 50 شابا منددين بسياسة التمييز العنصري، مرددين بصوت مرتفع الأناشيد الوطنية ونتيجة لذلك ألقي عليه القبض وصدر في حقه الحكم بالسجن لمدة ثلاثة أشهر وعقوبة مالية قدرها 600 فرنك فرنسي قديم بتهمة الشغب والمساس بالأمن العام والسيادة الفرنسية.

تجنيده:

في عام 1944 إستدعى الشهيد سويداني بوجمعة لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، وأرسل فور إلتحاقه بمركز التجنيد بثكنة عين أرنات بمدينة سطيف (في أعقاب الحرب العالمية الثانية)، وهناك مكث الشهيد مدة قصيرة بعدها نقل إلى مدينة قالمة، ويعود سبب ذلك كما يقول رفاقه لكونه كان عاملا مطبعيا ماهرا (طبوغرافي)، حيث كان للعدو مطبعة بمدينة قالمة الكائنة بشارع عبد الحكيم حيث حوّل للعمل بها، وأثناء ذلك تقدمت السيدة والدته بشكوى تطلب فيها إعفاءه من الخدمة العسكرية لكونه الوحيد في الأسرة، فقبل طلبها وبذلك سرح الشهيد من الخدمة العسكرية.

سجنه للمرة الثانية:


حسب ما روي لنا رفيقه في الكفاح (العيدي عمر) فإن الشهيد واصل نضاله، حتى في أصعب الظروف ولعل ذلك يعود إلى المدة التي قضاها في السجن حيث وضحت الرؤية أمامه تجاه الأوضاع السياسية التي كانت تمر بها الحركة الوطنية آنذاك ونضج تفكيره أمام الحقائق وحتى يبقى على إتصال بالعالم الخارجي ويساير الأحداث كان لابد من طريقة تمكن سويداني داخل السجن من الإتصال بالمناضلين وفعلا تمكن من الإتصال بهم داخل المزارع التي كان يعمل بها بمدينة قالمة ،ولما تفطن العدو قام بنقل الشهيد إلى عزابة ووضع تحت حراسة مشددة فتعسر الإتصال به، فكان لابد من إيجاد طريقة تمكنه من الإتصال بزملائه في النضال فقام زملاؤه بإيجاد شبكة إتصال تربطهم به وذلك بإستغلال مواطن يعمل كمحصل في الحافلة على الخط الرابط مابين مدينة قالمة وسكيكدة يدعى "محمد بخوش" وكان هذا الأخير على إتصال بخباز كان يعمل بمدينة عزابة يقوم بتسليم المعلومات المطلوبة إلى خباز ثم العثور عليه بمدينة عزابة يقوم بتموين مساجين المزرعة بالخبز وهو بدوره ينقلها إلى الشهيد عندما يذهب إلى المزرعة لإمدادها بالخبز"
وفي 13 جانفي 1948 أطلق سراحه بعد ان انهي مدة حبسه.

نشاطه في المنظمة الخاصة:

لقد واصل سويداني بوجمعة مسيرته النضالية، فبعد سلسلة من النشاطات التي قام بها، بداية من مشاركته رفقة أبناء منطقته في مظاهرات 01 ماي 1954، ناهيك عن كونه المسؤول الأول لفريق الترجي القالمي وما حققه من إنتصاراته إلى جانب مظاهرات 08 ماي 1954 التي منع من المشاركة فيها والتي كانت لها اثر بليغ في نفسية الشهيد، مما أكد له انه ما اخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، ومن ثم عاود سويداني بوجمعة نشاطه وبصورة مكثفة بعد مغادرته السجن حيث إنضم إلى المنظمة السرية "لوس" بعد مدة قصيرة.

نشاطه بعد مغادرته قالمة:

بعد خروجه من السجن عاود الشهيد نشاطه وبشكل مكثف، حيث يروي زملاؤه انه في هذه الفترة حضر إلى مدينة قالمة ثلاثة أشخاص مجهولين، وأجروا مقابلة معه والتي تميزت بنوع من السرية، لكنه بمرور الوقت تبين وبشكل واضح ان محتوى هذه المقابلة تمثل في مطالبة الشهيد بالإنخراط في تنظيم جديد تأكد فيما بعد انه المنظمة السرية الخاصة "لوس" وفيما تبين ان المجاهد طيب بلحروف، كان من بين الأشخاص الثلاثة الذين إجتمعوا معه، فقد طلب هذا الأخير من الشهيد بعد الحصول على موافقته على الإنضمام في صفوف هذا التنظيم، حيث تولى الإشراف على عملية التدريب العسكري للمناضلين وهذا بحكم خبرته العسكرية، وقد لعب الشهيد دورا رياديا في إعداد وتهيئة القواعد الممكنة لتحمل أعباء المرحلة القادمة.
وفي ظل تطلعاته وطموحاته الواسعة قام الشهيد رفقة مجموعة من مناضلي "لوس" في شهر أكتوبر 1948 بنقل كمية من السلاح والذخيرة من مدينة قالمة إلى نواحي مدينة سكيكدة على متن سيارة،و بمجرد الوصول إلى نواحي سيدي مزعيش (ولاية سكيكدة)، وجدوا في الطريق حواجز لقوات العدو، فتم بذلك إكتشاف أمرهم، ووقع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين وتمكن الشهيد من الفرار رفقة مجموعة من المناضلين الآخرين، ويرجح أن من ضمن هؤلاء المناضلين الشهيد بن عبد المالك رمضان .
ومنذ هذه الحادثة إختف الشهيد عن الأنظار، حيث واصل نشاطه السياسي بكل قوة وصرامة وذلك في سرية تامة، حيث أنه بقي مطاردا من طرف الشرطة الفرنسية بقالمة، الأمر الذي دعاه إلى مغادرة المدينة لينتقل بعدها إلى قسنطينة في آخر شهر سبتمبر من نفس العام، وفي نفس العام قرر الحزب نقله إلى مدينة وهران، وهو دليل واضح ان مناضلي حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية كانوا في تلك الفترة ينشطون في إطار منظم، فالحزب هو الذي كان يقرر ويحدد ويوجه نشاط المناضلين وفق مايراه مناسبا وهو الأمر الذي حدث مع سويداني بوجمعة إذ انه عندما خرج من قالمة إلى وهران، تم بعدها إلى متيجة فهو لم يقم بإختيار المكان الذي يتوجه إليه بل الحزب هو الذي تكفل بذلك، حيث قام الحزب بكل الإجراءات اللازمة لحمايته وهذا يسهل عليه القيام بدوره على أحسن وجه.
وقد واصل الشهيد نشاطه بكل سرية إلا أن ظهر مدة أخرى بوهران بسبب مشاركته في حادثة السطو التي قام بها مناضلو منظمة "لوس" على خزينة البريد الشهيرة.

نشاطه في وهران:

خلال تواجده بوهران شارك الشهيد في عدة نشاطات من بينها:

- المشاركة خلال شهر ديسمبر 1948 في تربص وطني هدفه تكوين المناضلين سياسيا وعسكريا، إستمر أسبوعا كاملا وقد كان الإشراف عليه من قبل حمو بوتليليس، بن سعيد عبد الرحمن.
- مشاركته في الهجوم على بريد وهران لقد إختلفت الآراء حول الدافع الحقيقي لهذا الهجوم الذي يعتبر الأول من نوعه في تلك الفترة الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر،وما هو مؤكد أن حاجة المنظم للأموال من اجل إقتناء الأسلحة وتدريب المناضلين هو من دوافع هذا الهجوم، خاصة الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المنظمة الخاصة وهو ما أكده السيد عبد الحميد سيدي علي مسؤول المالية آنذاك، أما فيما يخص المنظم لهذا الهجوم فيقول عبد الرحمن بن سعيد احد المشاركين فيه: "إن المفكر والمدبر لهذا الهجوم هو حمو بوتليليس وهذا بعد موافقة القيادة العامة للمنطمة الخاصة".

قبل القيام بالعملية قام الشهيد بدراسة ميدانية لمركز البريد، ولاسيما الطرق المحيطة به وقد كلفه هذا العمل ما يقارب 15 يوما، وقد ظل الشهيد طوال هذه الفترة يتظاهر ببيع اللبان والفول السوداني حتى لا ينكشف أمره ويخفي هدفه وغرضه الحقيقي، وفي هذه الفترة تمكن من رصد كل الحركات الداخلة والخارجة من والي البريد، وبعد ذلك أصبح الجو مهيأ من طرف الشهيد ورفقائه، وفي 4 أفريل 1952 قامت مجموعة من الفدائيين بتنفيذ العملية الثورية وذلك عن طريق سيارة طبيب بعد ان تم القضاء عليه بآلة حادة وذلك على الساعة الثامنة ليلا بشارع الألزاس واللورين رقم 44 بمدينة وهران، وفي صبيحة اليوم التالي (5 أفريل) وفي حدود الساعة السادسة صباحا قامت المجموعة بإستخدام السيارة في عملية السطو على مركز البريد واستولت على مبلغ قدره 3.174000فرنك فرنسي قديم، من مجموع ما يقارب 370.000.00.

إنتقاله إلى متيجة وإستقراره بها:


غادر سويداني بوجمعة مدينة وهران متجها إلى العاصمة وبالضبط إلى حي بلكور، لملاقاة سي علي في زي إمراة، وقد إستمر سويداني بوجمعة في هذه الفترة في تحركاته ونشاطاته من تدريب المناضلين وصنع البارود والقنابل في مرأب سي علي،ولكن خوفا من إنكشاف أمره نقله الحزب على ناحية بودواو رفقة المناضل محمد مشاطي غير انه إنكشف أمره فسارع إلى مغادرة المنطقة، وفي هذه الفترة إكتشف أمر المنظمة الخاصة في 18 مارس 1950 بعد حادثة سبتة فأصدرت المحكمة الفرنسية في الجزائر مرة ثانية حكما غيابيا يقضي بإعدام بعض المناضلين في صفوف المنظمة.
كما بذلت السلطات الإستعمارية كل جهودها للقبض على المناضلين عامة وسويداني خاصة، غير أن حنكة هذا الأخير ودهائه حال دون ذلك فما زاد ذلك إلا إصرارا وعزيمة على مواصلة مسيرته الدراسية حيث إتجه بعدها إلى منطقة "سانت فريناند"وأقام عند مناضل "عبد الرحمان شكوان"حيث مكث بها فترة قصيرة من الزمن، ليتجه في عام 1951 على الإقامة بناحية الصومعة دائرة بوفاريك وإستقر بدوار حلوية عند عائلة مناضل يدعى "موايسي محفوظ" حيث تزوج من إحدى بناته عام 1952 وأنجب منها ثلاثة بنات،وهناك إتخذ إسما جديد له وهو "سي الجيلالي" وذلك من أجل إبعاد الشبهات عنه.

لعب سويداني بوجمعة دورا رياديا إذ أنه قد أشرف بنفسه على مختلف مراحل التحضير للثورة في منطقة متيجة و خطّط لهجومات ليلة أول نوفمبر كما شارك في عملية الهجوم على ثكنة بوفاريك رفقة المناضل أعمر أوعمران و بوعلام قانون و رابح عبد القادر .

نشاطه خلال الثورة واستشهاده


بدأ سويداني بوجمعة نشاطه النضالي بإعادة تنظيم الأفواج و الإشراف على تدريب المناضلين وفقا لظروف الثورة ومستجدات الأحداث، ولهذا الغرض عقد عدة اجتماعات محلية من أهمها إجتماع أولاد فايت ، اجتماع سيدي امحمد بلعيش ، كما أقام عدة مخابئ في الناحية الغربية للمنطقة التي جعلت كمراكز حماية يلجأ إليها المناضلين عند الضرورة. وكذلك خطط الشهيد للعديد من العمليات الفدائية شارك في الكثير منها، واستمر في نشاطه العسكري و السياسي إلى أن استشهد يوم 16 أفريل 1956 بعد وقوعه في حاجز قرب مدينة القليعة.
المجد و الخلود لشهدائنا الابرار ...رحمة الله عليهم

الاسمبريد إلكترونيرسالة