هل الأخلاق مصدرها المنفعة؟ -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

هل الأخلاق مصدرها المنفعة؟

هل الأخلاق مصدرها المنفعة؟ 


هل الأخلاق مصدرها المنفعة؟
النظرية النفعية

دورة/أتقن مادة الفلسفة/الدرس42/اشكاليتي مصدر و طبيعة الأخلاق/ النظرية النفعية 

النظرية النفعية 

يرى أنصار النظرية النفعية، من بينهم الفيلسوف اليوناني " أبيقور " و الفيلسوف الانجليزي "جيريمي بينتام" في كتابه " المدخل إلى مبادئ الأخلاق و التشريع " و كذا الفيلسوف الانجليزي " جون ستيوارت ميل " في كتابه " النفعية" و الفيلسوف الأمريكي المعاصر " ويليام جيمس " في كتابه "إرادة الاعتقاد"

أن
مصدر الإلزام الخلقي هو النتيجة الناجمة عن الفعل الخلقي ، فما يترتب عنه أي - عن الفعل الخلقي- من نتائج هو ما يحدد مشروعيته.

إذ أنه حسن بحسن نتائجه و قبيح بقبحها، فإذا كان هذا الفعل يحقق المنفعة أو اللذة أو السعادة فهو حسن، وإذا كان لا يؤدي إلى منفعة أو يؤدي إلى ألم و حزن فهو قبيح.

وبما أن هذا المذهب يعتمد على المنفعة و اللذة كمصدر للإلزام الخلقي
فهو يعتبر القيم الخلقية متغيرة بتغير الزمان و المكان، لأنها تستمد مشروعيتها من معيار متغير و هو اللذة و المنفعة ، كما أنها تتسم بالنسبية و ليست مطلقة ، فما يكون خير اليوم لا يمكن أن يكون خيرا دائما ، وهي ذاتية ، فهي تتغير من شخص إلى آخر كذلك.

و يستند أنصار المذهب إلى المسلمة القائلة إذا تضاربت آراء الإنسان وأفكاره وتعارضت، كان أحقَّها وأصدقَها أنفعُها وأجداها

ولقد استدلوا على أطروحتهم الفلسفية الأخلاقية بحجج و براهين

* تتمثل الحجة الأولى في أن
الإنسان يميل بطبيعته إلى تحقيق اللذات و السعادة ، و هذه الميول فطرية لا أثر فيها للتربية و التعليم ، ولهذا يرى الفيلسوف الإغريقي " أريستبوس القرينائي" أن اللذة هي صوت الطبيعة لذا لا موجب للحياء و الخجل مادامت القيم الأخلاقية من وضع العرف ، و هو يقول بهذا الصدد " الخير لا يمكن أن يكون إلا لذة تنشدها جميع الكائنات الحساسة منساقة بدوافعها الطبيعية ، بينما تنفر هذه الكائنات من ضدها وهو الالم "

- تتمثل الحجة الثانية في أن
اللذة مقياس الخير في السلوك ، فالسلوك الخير هو ما يجلب اكبر قدر من النفع و اللذة ، لكن اللذة الحقيقة أنبل وأوسع من اللذات الحسية الآنية فهي تتعداها وتطمح إلى لذات أخرى روحية ثابتة.

وهنا يقول" ابيقور " لابد للإنسان أن يأخذ اللذة التي لا يعقبها ألم و يتجنب الألم الذي لا يتبعه شيء من اللذات ، وكذا يتجنب اللذة التي تحرمه من لذة أعظم منها و يتقبل الألم الذي يخلصه من الم أعظم منه.

* تتجلى الحجة الثانية في أن
الإنسان كائن أناني بطبعه ، يسعى وراء مصالحه و منافعه الخاصة ، حتى لو كان ذلك على حساب مصالح الآخرين ، ولا يمكن لأحد أن يغير هذه الطبيعة الإنسانية ، فالإنسان ما هو إلا ذئب لأخيه الإنسان ، و مهما تعددت القوانين و الآليات التي تنظم مصالح الناس و تحميها ، فإن هناك من يحاول التعدي عليها ، و لهذا يقول "توماس هوبز" عن الإنسان " انه اذا هم برحلة سلّح نفسه ، وإذا اسلم لنوم عينيه ، أغلق أبوابه ، و حتى إذا استقر في بيته اقفل دواليبه، و هو يفعل هذا كله مع علمه بأن هناك قوانينا و حراسا على الأمن مزودين بالسلاح ليثأروا من كل أذى يمسه"

* تتمثل الحجة الرابعة في أن الفعل الأخلاقي ،
لا يكون خيرا إلا إذا حقق اللذة و السعادة لأكبر عدد من الأفراد ، فلا بد للإنسان من التضحية بلذته و سعادته الشخصية لصالح السعادة الجماعية ، و هذا هو السلوك الخير بعينه و بهذا الصدد يقول " جيرمي بينتام" أن الطبيعة قد وضعت الإنسان تحت سيطرة سيدين شديدين هما اللذة و الألم ، أليس هما وحدهما مرجع ما ينبغي أن يأتيه من أفعال ، و بهما يتحدد ما سيقدم عليه من تصرفات ، فهما مستوى الصواب والخطأ"

كما يقول " بيت القصيد أن تشمل اللذة أكبر عدد ممكن من الأفراد" وهذا ما يعني أن السلوك الخير حقا هو ذلك السلوك الذي يحقق سعادة العديد من الأفراد حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة بعض الأشخاص".

وهو ما ذهب إليه " جون ستيوارت ميل " حيث يقول " الاستعداد لإتيان مثل هذه التضحية هو أسمى فضيلة يمكن أن يزاولها الإنسان"

** الحجة الخامسة تتمثل في أن
مقياس الخير والشر في مجال الأخلاق هو نفسه معيار الحق والباطل ، و الصواب و الخطأ في مجال المعرفة ، و هو منفعة الإنسان ، فالخير هو الحل الموفق لكل مشكلة تواجه الإنسانية، وهو الفعل الذي يؤدي إلى التقدم الاجتماعي، فالفعل لا يكون خيرا إلا إذا حقق الأهداف التي كان يصبو إليها قبل البدء به ، ولهذا يقول " ويليام جيمس " " أن التفكير أولا و آخرا دائما من اجل العمل، والحق ليس إلا التفكير الملائم لغايته ، كما أن الصواب - الخير - ليس إلا الفعل الملائم في مجال السلوك"
كما يؤكد جيمس قائلا " و هكذا في بحثنا عن معيار عام و شامل، وصلنا في النهاية إلى أكثرها عموما ، وهو أن إشباع المطالب هو ماهية الحسن"

النقد
رأي أنصار النظرية صحيح فيما يثبتونه ، لكن يبقى هذا في إطار نسبي فقط ، فالقول بأن الإنسان يميل بطبعه إلى تحقيق اللذات الحسية فقط ، يجعل من هذا الاخير يدنو إلى مصاف الحيوانية ، كما أنه ليس دائما كل الم هو شر فالاستشهاد في سبيل الله هو قمة الخير بالرغم من الألم الذي يلحقه بالشخص والخيانة هي قمة الشر وإن جلبت السعادة لصاحبها

و التسليم بنظرية المنفعة الخاصة يؤدي بالقيم الاخلاقية الى ففقدان شرعيتها و مشروعيتها و يدعم روح الانانية في الافراد خاصة و أن - لذات الأفراد متناقضة و قد تؤدي إلى الصراع و ليس إلى التلاءم






 يمكنك تحميل الدرس كاملا من خلال الرابط:


                                                          أو يمكنك مشاهدة الدرس عبر الفيديو:


               

الاسمبريد إلكترونيرسالة