هل الأخلاق مصدرها الدين؟ -->
U3F1ZWV6ZTQ0NDk0NjAzMzJfQWN0aXZhdGlvbjUwNDA2MjUwMDM3
recent
مواضيع مهمة

هل الأخلاق مصدرها الدين؟

هل الأخلاق مصدرها الدين؟ 


هل الأخلاق مصدرها الدين؟
النظرية الدينية

دورة/أتقن مادة الفلسفة/الدرس39/اشكاليتي مصدر و طبيعة الأخلاق/ النظرية الدينية

النظرية الدينية


يرى أنصار المذهب الظاهري من بينهم المفكر " داوود بن علي الأصفهاني " و المفكر و الفيلسوف الأندلسي " ابن حزم " في كتابه " الإحكام في أصول الأحكام" و كذا فرقة "الأشاعرة" من بينهم "أبو الحسن الأشعري" في كتابه " البغية العليا في أدب الدين و الدنيا " و" الباقلاني" و "الإمام الغزالي" - رحمه الله.

أن الدين هو أساس كل قيمة أخلاقية ، أي أن الأخلاق تستمد مشروعيتها من الدين، و هذا الأخير هو إلزام إلاهي متعالي و مقدس، لذا فهو يعتبر بعدا أخلاقيا يستند إليه الإنسان في تقويم أفعاله و سلوكاته.

و بما أن الأخلاق تستمد مشروعيتها من الدين، و الذي يعتبر معيارا ثابتا لا يتغير بتغير الزمان و المكان، فهي ثابتة لا تتغير، و مطلقة كونها تستمد مشروعيتها من مبادئ عامة و يقينية ، كما أنها تتسم بالموضوعية كونها موجهة إلى جميع البشر بدون تمييز أو تفضيل.

و يستند أنصار النظرية إلى المسلمة القائلة بوجود مبدأ أعلى مفارق للطبيعة و هو الدين، والذي يعتبر وضعا إلاهيا يرشد إلى الخير في السلوك و المعاملات، فالله خالق كل شيئ، خلق البشر و أرسل إليهم الرسل و الأنبياء ليرشدوهم إلى الخير و ينهرونهم عن المنكر و الشر.

ولقد استدلوا على أطروحتهم الفلسفية بحجج و براهين

* تتمثل الحجة الأولى في اختلاف بعض القيم الأخلاقية في مختلف الشرائع السماوية، فهناك بعض الأفعال التي لم تكن شرا في بعض الشرائع السماوية، لكنها أصبحت كذلك في الشرائع الأخرى، فلو أخذنا زواج المحارم مثلا ، فإنه لم يكن شرا في الشرائع السماوية السابقة بدليل أن أبناء ادم عليه السلام تزوجوا أخواتهن، لكنه حرم في ديننا الإسلامي الحنيف.

و هذا دليل على أن القيم تستند إلى الدين لا العقل فلو كان العقل هو الذي يجعل من السلوك خيرا أم شرا لما كان هذا الاختلاف لأن العقل البشري واحد فالله وحده عز وجل من يعلم متى يكون الفعل خيرا أم شرا.

و بهذا السياق يقول ابن حزم " لا قبح إلا ما حكم الله بأنه قبيح و لا حسن إلا ما حكم بأنه حسن "

*تتمثل الحجة الثانية في أن العقل قد يحسن بعض الأفعال و يقبح أخرى أما الشرع - الدين - فإنه يأخذ ظروف البشر بعين الاعتبار فيذم بعض الأفعال ويقبحها وينهى عنها، لكنه يعتبرها حسنة في مواضع أخرى، مثل الكذب الذي حرمه الشرع، لكنه أباحه إذا كان من اجل عصمة دم مظلوم من رجل ظالم، فالعقل البشري غير قادر على تقويم مثل هذه السلوكيات عكس الدين أو الشرع الذي انزله الله عز وجل على عباده.

و هنا يقول ابن حزم الأندلسي " كل هذا يبطل أن يكون العقل مجال حظر أو إباحة أو تحسين أو تقبيح"

تتمثل الحجة الثالثة في أن الله عز وجل لم يوجب شيئا على الإنسان من جهة العقل بل اوجب عليه فقط ما أتى به الرسل والأنبياء صلى الله عليهم وسلم ، حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا"

و في هذا السياق يقول أبو الحسن الأشعري "و العقل لا يوجب شيئا و لا يقتضي تحسينا ولا تقبيحا، فمعرفة الله بالعقل تحصل و بالسمع تجب، و كذلك شكر المنعم و إثابة المطيع و عقاب العاصي تجب بالسمع دون العقل"

تتمثل الحجة الرابعة في أن عقول البشر تختلف، فلو أن كل إنسان قيم الخير و الشر على حسب عقله لاختلفت الآراء و تضاربت حول القيم الأخلاقية و حول الحسن و القبح، فمن غير الممكن أن يقوم الفرد بتقييم السلوكيات انطلاقا من عقله ، ثم يعمم هذه القيم على جميع البشر، وهنا يدعم ابن حزم بقوله " هناك اختلاف في العقول في كيفية بناء الحياة الأخلاقية، فهناك نفس غضبية وأخرى ناطقة، فمن جهل معرفة الخير بعقله يعتمد على ما أمره الله و رسوله به"

النقد:

رأي أنصار النظرية صحيح فيما يثبتونه ، لكن يبقى هذا في إطار نسبي فقط ، فأنصار النظرية تجاهلوا تماما دور العقل والمجتمع في تقييم السلوكيات و الأفعال.

فهل يمكن أن نعتبر المجتمعات التي لا تعتمد على الدين في تقويم سلوكياتها لا تمتلك أي قيم أخلاقية.

و كذلك يمكننا أن نتساءل : "ماذا عن المنفعة أليس لها دور في تقييم أفعال الفرد.

 يمكنك تحميل الدرس كاملا من خلال الرابط:

                                                          أو يمكنك مشاهدة الدرس عبر الفيديو:

                                             



الاسمبريد إلكترونيرسالة