بحث حول الاستثمارات البديلة. تعريفها وخصائصها
الاستثمارات البديلة أحد تجليات تغير ذهنيات المستثمرين؛ إذ راحوا ينزاحون بعيدًا عن الاستثمارات التقليدية، خاصة بعد النجاحات التي حققها هذا النوع من الاستثمار خلال العام الماضي على الأقل وفقًا لإحصائية كان نشرها موقع Statista من قبل.
لكن هذا المصطلح؛ أي الاستثمارات البديلة، يشير إلى أنه ثمة ما يقوم مقامه ويحل مكانه، فإذا كانت هذه الاستثمارات البديلة فما هي الاستثمارات الأخرى التي يتم استبدالها؟
الحق أنه يمكن اعتبار كل ما عدا الأسهم والسندات استثمارًا بديلًا، بيد أننا سنواجه صعوبة من نوع ما إن نحن اعتمدنا هذا المعيار؛ إذ لن يكون ممكنًا حصر هذه الاستثمارات البديلة، ولا تقديم تعريف جامع مانع لها.
وهذا واقع بطبيعة الحال، فقد تناولت العديد من الدراسات الأجنبية هذا المجال، إلا أنه حتى إن كان في وسعنا القول: إن كل ما عدا الاستثمار في الأسهم والسندات استثمارًا بديلًا، فليس ممكنًا حصر كل أنواع وفئات هذه الاستثمارات، لا سيما أن هناك الكثير من الأنواع/ الفئات التي ما يفتأ المستثمرون الالتفات إليها، واعتبارها استثمارًا بديلًا، حتى إن بعض السلع المعينة قد تُعد استثمارًا بديلًا.
الأصول الملموسة
لعلنا تبينا مما فات أن الاستثمارات البديلة هي استثمار في الأصول الحقيقية والملموسة _لاحظ أن الأسهم والسندات أصول غير ملموسة_ وهي من هذه الجهة تبز الاستثمارات التقليدية وتفوقها قدرًا.فأنت، في النهاية، تستثمر في أصل ملموس وحقيقي، حتى وإن كانت هناك عدة اعتبارات أخرى تُعتبر من ضمن عيوب الاستثمارات البديلة، لكن لا مجال لبسط القول فيها الآن.
ونظرًا للأهمية التي تنطوي عليها الاستثمارات البديلة فإن كثيرًا من المستثمرين يتجهون إليها؛ من أجل تعزيز العوائد وتوليد الدخل، وتحقيق التنوع في محافظ الاستثمارات التقليدية، وتحقيق أهدافهم الاستثمارية المختلفة.
وتُعد الاستثمارات البديلة، علاوة على ما فات، واحدة من أكثر فئات الأصول ديناميكية؛ حيث يغطي هذا النوع من الاستثمار مجموعة واسعة من الاستثمارات ذات الخصائص الفريدة.
عيوب وخصائص الاستثمارات البديلة
لكن هناك بعض الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار عندما تفكر في الاستثمارات البديلة؛ إذ إنها قد تكون عرضة لعمليات الاحتيال؛ وذلك نظرًا لطبيعتها غير المنظمة من جهة، وكونها ملموسة من جهة أخرى، لا يمكن لأحد أن يسرق أسهمك في البورصة، في حين يمكنه سرقة أحد مقتنياتك الثمينة التي تحتفظ بها على سبيل الاستثمار مثلًا.ومن أخص خصائص الاستثمارات البديلة أنها نوع غير منظم من الاستثمارات، كما أنها لا تخضع لتنظيم من قِبل الجهات المالية المختصة، مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا، ناهيك عن أنها غير سائلة؛ ما يعني أنه لا يمكن بيعها بسهولة أو تحويلها إلى نقد.
أمثلة على الاستثمارات البديلة
قلنا إن أنواع وفئات الاستثمارات البديلة لا حصر لها تقريبًا ولكن «رواد الأعمال» سيحاول الإشارة إلى أشهرها وذلك على النحو التالي..صناديق التحوط
صناديق التحوط هي عبارة عن صناديق استثمار تتداول في الأصول المختلفة، وتستخدم استراتيجيات استثمار مختلفة؛ بهدف كسب عائد مرتفع على استثماراتها.العقارات
العقارات هي النوع الأكثر شيوعًا في الاستثمارات البديلة، وهي فئة مثيرة للاهتمام لأنها تتمتع بخصائص مشابهة للسندات -لأن مالكي العقارات يتلقون التدفق النقدي الحالي من المستأجرين الذين يدفعون الإيجار- وحقوق الملكية؛ لأن الهدف هو زيادة القيمة طويلة الأجل للأصل، وهو ما يسمى “تقدير رأس المال”.المقتنيات
تشمل المقتنيات مجموعة واسعة من العناصر، بداية من السيارات القديمة إلى بطاقات البريد القديمة وبطاقات البيسبول.ويعني الاستثمار في المقتنيات شراء العناصر المادية والحفاظ عليها؛ على أمل زيادة قيمة الأصول بمرور الوقت.
وعلى الرغم مما ينطوي عليه الاستثمار في المقتنيات من إثارة ومتعة إلا أنه قد يكون محفوفًا بالمخاطر؛ بسبب ارتفاع تكاليف الاستحواذ ونقص أرباح الأسهم أو أي دخل آخر حتى يتم بيعها، واحتمال تدمير الأصول إذا لم يتم تخزينها أو الاعتناء بها بشكل صحيح.
الملكية الخاصة
وتلك فئة واسعة تشير إلى الاستثمار الرأسمالي في الشركات الخاصة، أو تلك غير المدرجة في بورصة عامة.وهناك عدة مجموعات فرعية من الأسهم الخاصة، بما في ذلك: رأس المال الاستثماري الذي يركز على المشاريع الناشئة والتي ما زالت في مراحلها الأولى، وكذلك رؤوس الأموال التي يتم منحها للشركات الأكثر نضجًا؛ لمساعدتها في التوسع أو إعادة الهيكلة، بالإضافة إلى عمليات الشراء؛ حيث يتم شراء شركة قائمة بذاتها أو حصة معينة من ملكيتها.