تحضير نص انية الفخار للسنة الرابعة متوسط
تحضير نص آنية الفخار السنة الرابعة متوسط – الجيل الثاني
النص: آنِيَةُ الْفَخّار
تألمّت العجوزُ رَحْمَةُ بظَمئِها وحُمّها وشَيْخُوختها ووَحْدَتِهَا، وَلَمْ يَكُن الْهَذَيانُ بِها «رَحي اً، فَبَدَلَ أَنْ تَتَخَيَّلَ الينابِيعَ الرّّارةَ والمياهَ الصّافِيةَ، تَخَيّلَتْ دَارَها صَارَتْ فُرنًا هَائِ اً
ينَفُْثُ أَلَسِنةً مِنَ لَهَبٍ تَصِلُ إلى ارتفاعاتٍ كَب رةٍ، وتخيّلتْ نَفَسَها آنيةً بَ ن الأَواني الّتي
صَنَعَتْها فِ جَوْفِ ذلك الفُرْن الرّهيبِ!
أَنَا آنيةٌ أَنا فَخَّارٌ، مَنْ يَشْرَِيني ؟.. أَنا أَحْسَنُ مِنْ كُلِّ ا لَْوَا نِ.. الفَخَّارُ لَ يَتَكَلَّمُ وَأَنَا «
أَتَكَلَّمُ..مَنْ يَشْرَيِنِي ؟ ..أَنَا آنِيَةٌ أَصْلُحُ لِلْ اَءِ لِلطّعَامِ لِلزُّهُورِ.. انظرُوا إلى النّارِ تَلْتَهِمُنِي..
إِنَّهَا تَصْهَرُنِ لَِزْدَادَ جَ اَلً ! أَنَا آنِيَةٌ أَصْلُحُ لِلْ اَءِ لِلطّعَامِ لِلزُّهُورِ.. أَنتمْ لَسْتُم أَوا نِ..أَنْتُمْ
»… لَزِلْتُمْ طِينًا، لَمْ تَصْقُلْكُمْ يَدٌ مِثْلُ الّتِي صَقَلَتْنِي، وَلَ صَهَرْتَكُمْ نَارٌ مِثْلَ الّتِي أَنَا فِيْهَا
كَانَ الطِّفْلُ عَبْدُ القادرِ قَدْ رَجَعَ بُرْهَةً مِنْ الوَقْتِ فَوَجَدَهَا فِ حَالَةِ هَذَيانٍ، وَلَوْلَ أنَّ
أُمّهُ أَوَصَتْهُ بِالبَقَاءِ عِنْدَهَا حَتَّى تَأَ تِ هِيَ لَخَرَجَ لِتَوّهِ ؛ لِنَّ مَنْظَر العُجوزِ أذَعَْرهَ،ُ وخََيِ بَقِيَتْ .»! جَدَّة رَحْمَة ! جَدَّة رَحْمَة « : أَنْ تَوَتَ قَبْلَ مَجِيءِ أُمِّهِ وَأُخْتِهِ، وَأَخَذَ يُنَادِيِهَا
كَذَلِكَ حَوَالِ سَاعَةٍ، ثُمَّ أَخَذَ الهُدوءُ يَعُوُدُ إِلَيْهَا. وَمَعَ الهُدُوءِ جَاءَ الوَعْيُ، فَرَأَتْ عَبْدَ
القَادِرِ جَالِسًا إِ لَ جَانِبهَا فَابْتَسَمَتْ لَهُ، وَأَشَارَتْ لَهُ مُتَمْتِمَةً بِكَلِ اَتٍ مُتَقَطِّعَةٍ أَنْ يُنَاوِلَها
المَاءَ فَفَعَلَ.
وَفَرِحَ الطِّفْلُ أَنْ رَأَى وَعْيَهَا يَعُودُ إِلَيْهَا. وَ أَخْبََهَا أَنَّ أُمَّهُ وَ أُخْتَهُ قَادِمَتَانِ لِقَضَاءِ
اللَّيْلَةِ مَعَهَا، وَ أَنّ أَبَاهُ أَرْسَلَ إِ لَ مَالِكٍ مَنْ يُخْ رُِهُ بَِرَضِهَا.
لِ اَذَا يُرْسَلُ إِلَيْهِ، لِ اَذَا ؟ سَيُزْعِجُهُ وَقَدْ « : فَقَالَتْ لَهُ العَجُوزُ بِكَلِ اَتٍ لَ تَكَادُ تَبِ نُ
فَأَفْهَمَهَا الطِّفْلُ أَنَّهَا هِيَ الّتِي طَلَبَتْ ذَلِكَ. فَأَجَابَتْ : » يَكُونُ مَشْغُولً بِأَعَمَلِهِ
فَأَجَابَ الطِّفْلُ : » كُنْتُ أَهْذِي يَا وَلَدِي « –
137
.»! نعََمْ كنُت تهَذِْينَ.. وَلكَِنْ عِندَْمَا سَألَتِْ عنَْ مَالكٍِ لمَْ يكَنُْ يظَهْرَُ علَيَكِْ أنَكَِّ تهَذِْينَ « –
» لَمْ أَتَذَكَّرْ يَابُنَيَّ. أَنْتَ عَلَ حَقّ « –
وَ أَغّمَضَتْ عَيْنَيْهَا مِنْ جَدِيدٍ. وبالرُّغْمِ مِنَ الجَهْدِ الكَب رِ الّذِي بَذَلَتْهُ لِيَْ تَبْقَى تُؤْنِسُ الطِّفْلَ وَ تُحدِّثُهُ،
فَإِنَّهَا فِ النِّهايةِ اسْتَسْلَمَتْ لِلِْرْهَاقِ الَّذِي سَلَّطَتْهُ عَلَيْهَا الحُمَّى.
» ريح الجنوب « عبد الحميد بن هدوقة
التعريف بصاحب النص
ولد عبد الحميد بن هدوقة سنة 1925 انتسب إلى معهد الكتانية بقسنطينة ثمّ انتقل إلى جامع الزيتونة بتونس ثمّ عاد إلى الجزائر نضاله ضد المستعمر الفرنسي دفعه إلى مغادرة الوطن نحو فرنسا ثمّ عام 1958 م إلى تونس رجع إلى الوطن بعيد الاستقلال.توفي في أكتوبر 1996 م. له مؤلفات مسرحية وروائية عديدة منها ريح الجنوب ونهاية الأمس.شرح المفردات :
– الثرّارة: كثيرة الماء وغزيرة //
– ينفث: ينفخ. //
– آنية: مزهريّة مصنوعة من الفخّار.
// -هذيان: التكلّم بلا وعي
//- أذعره: أخافه.
الفكرة العامة :
– بيان الكاتب الصّنعة التي كانت تهويها العجوز رحمةً، وأنّها ظلّت معها حتّى آخر دقيقة من حياتها.الافكار الاساسية :
1 – حالة العجوز رحمة المزرية جعلها تتخيل نفسها انية فخار. العجوز رحمة من الام الوحدة و معاناة الشيخوخة الى الهذيان.2 – الحفيد يعود جدته المريضة و حالتها المتدهورة تفزعه. عبد القادر يواسي جدته المريضة و يخاف على وفاتها بين يديه.